تشارك المملكة العربية السعودية اليوم الاثنين دول العالم في الاحتفاء باليوم العالمي للجمارك الذي يصادف 26 يناير من كل عام حيث يقام هذا العام تحت عنوان (الجمارك والبيئة : حماية تراثنا الطبيعي). وأوضح معالي مدير عام الجمارك صالح بن منيع الخليوي أن الجمارك السعودية تحتفل مع نظيراتها جمارك دول العالم باليوم العالمي للجمارك وأعطت الاحتفاء تميزا خاصا عندما قررت المنظمة العالمية تخصيص هذا اليوم للاهتمام بموضوع البيئة من خلال التركيز على الأدوار الجمركية (في مجال حماية التراث الطبيعي) بما في ذلك مكافحة عمليات الاتجار والنقل غير الشرعي للأصناف المهددة بالانقراض . وقال معاليه إن الجمارك السعودية ترى في هذا التوجه لدى المنظمة العالمية فرصة لإبراز جهود الجمارك السعودية في هذا المجال انطلاقا من دورها في إنفاذ التشريعات الصادرة في هذا المجال مثل نظام الاتجار بالكائنات الفطرية المهددة بالانقراض أو في مجال وضع الإجراءات الجمركية اللازمة لإحكام الرقابة الجمركية استنادا على نظام الجمارك الموحد لدول مجلس التعاون ، فالجمارك السعودية تضع الترتيبات الإجرائية لمنع استيراد أو تصدير أو عرض أي كائنات فطرية إلا بترخيص مسبق من جهة الاختصاص في المملكة ، وهناك ترتيبات مشتركة بين الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها ومصلحة الجمارك لإيجاد الآلية المناسبة للتعامل مع الكائنات الفطرية التي تصل إلى منافذ المملكة بدون موافقة مسبقة . وفي مجال المحافظة على البيئة بين معالي مدير عام الجمارك أن الجمارك السعودية تحرص على التنفيذ الدقيق لضوابط استيراد أو تصدير المواد المستنفذة لطبقة الأوزون وذلك من خلال وضع قيد ملزم وبشكل آلي أمام البنود الجمركية الخاصة بتلك المواد بجدول التعريفة الجمركية بحيث لا يتم استيرادها إلا بموجب موافقة مسبقة . كما يتم في إطار الحرص على المحافظة على البيئة إشعار الدفاع المدني في حال ورود أو عبور إرساليات مواد كيماوية مختلفة الخطورة مثل غاز الهليوم بحيث تم متابعتها بشكل دقيق من خلال النقاط الأمنية التي تم عبرها ، كما تعمل الجمارك السعودية على مراقبة الشحنات الواردة للتأكد من خلوها من التلوث الإشعاعي بالتنسيق مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والتأكد من وجود شهادة مصاحبة لها تثبت خلوها من الإشعاع أما المواد المشعة فإنه يمنع استيرادها إلا بموجب ترخيص مسبق من الجهة المختصة وفي حال الاستيراد قبل الحصول على الإذن فإن الجمارك السعودية تكلف الجهة المستوردة بإعادتها إلى مصدرها وعلى نفس وسيلة النقل التي وردت بها وأنه يتم أيضا في إطار حرصها على الحفاظ على البيئة فإن الجمارك السعودية تنتهج أساليب علمية حديثة في التخلص من المواد الكيماوية المتروكة في المنافذ الجمركية وذلك عن طريق التعامل مع ذوي الخبرة من الشركات المتخصصة في هذا المجال. وفيما يتعلق بالتشريعات والإجراءات الجمركية من حيث تطوير القدرات لدى العاملين في هذا المجال أوضح الخليوي بأن الجمارك السعودية تحرص على إلحاق موظفيها بالدورات التدريبية ذات العلاقة بالبيئة وأساليب وطرق المحافظة عليها والمشاركة في الفعاليات التي تعقد في داخل المملكة وخارجها حول موضوع البيئة. ، ومؤخرا فرغت المصلحة من الترتيبات اللازمة بالتنسيق مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة لعقد دورة تدريبية لإعداد مدربين وطنيين جمركيين معتمدين من الأممالمتحدة في إطار البرنامج الوطني للإزالة النهائية للمواد المستفيدة لطبقة الأوزون ، كما ستقوم الجمارك السعودية وبمشورة فنية من برنامج الأممالمتحدة للبيئة بتأمين أجهزة حديثة ومتطورة لمساعدة الموظفين الجمركيين في المنافذ الجمركية على الكشف عن هذه المواد . وقال معالي مدير عام الجمارك في ختام تصريحه إن الجمارك السعودية استشعارا منها بأهمية حشد الجهود وتعميق الإدراك بأهمية المحافظة على البيئة بادرت إلى عقد ورشة عمل حول موضوع (الجمارك والبيئة : حماية تراثنا الطبيعي) ودعت للمشاركة في تقديمها الجهات الحكومية المختصة وذلك تزامنا مع الاحتفاء باليوم العالمي للجمارك وفي الواقع احتفالا ليس فقط بهذا اليوم وإنما أيضا بموضوعه الحيوي على أمل أن يسهم هذا الاهتمام في رفع الوعي بأهمية المحافظة على البيئة وحماية التراث الطبيعي .