أثبت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على مر الأيام بأنه رجل الحسم، ورجل المواقف، ورجل الكلمة والفكر، ما جاء به في قمة الكويت الاقتصادية الاجتماعية لم يشهد سوى عظمة ما ذكره المؤمن، الإنسان، في كلمة لم تكن كبقية الكلمات، وفي فكر لم يكن واردا لدى أي من المشاركين، انه فريق متكامل، عندما ينطق فهو يزرع الأمل، وعندما يبتسم فهو يصدق المؤمل، وعندما يتأمل لا حقد ولا حسد، ولا نفاق هكذا هو (عبدالله بن عبدالعزيز) رجل الفطرة، والموهبة، والابداع الذي خصه الله سبحانه وتعالى بهذه الصفات. لقد صفق مجلس القمة في الكويت طويلاً لرأي طالما العالم العربي والاسلامي ينتظره لاعادة الصف العربي الى شجونه، ولتكوين وحدة إسلامية آمالها بقوى من الباري عز وجل، وانتصارها وتجلياتها لن تكون بعيدة اذا ما وثقت بالاخلاص رؤيتها، وآمنت بنية الخلاص من الأعداء. ولم تكن تجليات كلماته للتهريج، والاعلام، إنما كانت نابعة للخلاص من درء المفاسد التي أحاطت بالأمة العربية، لقد فاجأ المجتمعين حفظه الله بالبدء بالسلام، وهو انتصار لتحقيق أكثر من هدف: الأول : عودة الصف العربي والاسلامي الى مكانة جديدة، صادقة، وواعدة، وفق مصداقية عالية الثقة من المملكة. الثاني : تلاحم الأمة الفلسطينية، ضد العدوان الصهيوني، إما السلام المدعم بالتطبيق، واما الحرب، وهذا هو الشأن والخيال الأخير الذي رمز اليه المليك. الثالث : مساندة الأمة الفلسطينية ببناء غزة، وتجديد وقفة ابنائها بتبرع خاص من المملكة العربية السعودية وشعبها بأكثر من مليار دولار، وهو موقف يتجدد في كل محنة يعاني منها الفلسطينيون وسط انشقاق هو اقرب للاعداء من الأقرباء والأصدقاء. الرابع : معالجة القضايا لا يتم الا بالتوافق، وبالفكر المستنير، والتريث، والوحدة، والاتفاق، وتحقيق مبدأ التشاور، والتصالح، إذ إن الحروب دائماً ما تُفتت الأمة، وتمزقها، وتقتل الأبرياء، نساء وأطفالاً وشيوخاً، كما أن الحروب تدمر كل البنى، فماذا نستفيد؟! هل نستمر في البناء والدعم؟ وغيرنا من الأعداء يقتل ويهدم؟! أليس الانفاق في حد ذاته مكلف لنا، ويؤدي الى تأخير طموحاتنا وتطويرنا؟!. ان من الواجب أن نقدم المساعدة والعون، وبالحق يجب أن نفكر في اتحاد سوي مهما كانت الخلافات والظروف، يجب ألا تكون هي المصير لاعتلالنا ومرضنا، وسوء تفكيرنا وتوجيه الهزيمة لمصلحة العدو لاغتصابنا أرضا وشعبا ومكانة. تُرى من ينتصر لعبدالله بن عبدالعزيز الرائد، والحكيم والفقيه والعالم والقائد الذي قالت فيه دول العالم وحكامها بدون عبدالله بن عبدالعزيز رجل السعودية الأول من الذي يقود الحكمة في المنطقة؟. نعم، نحن معك يا ابن عبدالعزيز فما أقدمت عليه، وما تقوده عين الصواب، والله معك دوما في نصرة دائمة بإذنه تعالى، طالما انك وحكومتك وشعبك تمثلون الجهاد والسلام والقوة والثبات في الرخاء والشدة!.