سبق وأن اختتمت قمة الكويت أعمالها بالدعوة للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ، وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أول من دعا إلى وقف إطلاق النار محملاً المجتمع الدولي مسؤولية القيام بدوره في وقف العدوان الإسرائيلي والآن توقف إطلاق النار بعد أن لحق بغزة ما لحق من أعداد كبيرة من الشهداء وأعداد أكبر في الجرحى والمصابين ودمار لم يشهد له العالم مثيلاً في المساكن والمنشآت. إذن المرحلة المهمة الآن هي مرحلة تثبيت ما تم من وقف لإطلاق النار ، وهناك ترتيبات جارية الآن لانجاز هذه الخطوة كما أن هناك جهوداً تبذل في القاهرة الآن من خلال الدور المصري المقدر مع الأطراف المعنية حتى لا يحدث أي انتهاك لوقف إطلاق النار. وبما أن الحديث يجري عن هدنة فليس العبرة بالهدنة ولكن العبرة في الالتزام بهذه الهدنة طالت مدتها أم قصرت فقد كان هناك اتفاق سابق بين إسرائيل وحماس أدى إلى هدنة بين الطرفين ولكن إسرائيل سرعان ما تجاهلت الهدنة ودخلت في عدوان جديد انتهى بهذه المأساة التي خلفت الكثير من الضحايا والدمار. كما أن أي هدنة لا يمكن أن تنجح في ظل الحصار الجائر ، فلابد من فتح المعابر أمام المساعدات لتدخل إلى الفلسطينيين ، وفتح المعابر لم يعد مطلباً فلسطينياً أو عربياً وانما مطلباً دولياً حتى تجد المساعدات الإنسانية التي ستقدمها الأممالمتحدة طريقها للوصول إلى أهالي غزة الذين عانوا من مرارة العدوان الإسرائيلي. وإضافة إلى فتح المعابر فلابد من ضمانات قوية بعدم تكرار العدوان الإسرائيلي في المستقبل ، فالشعب الفلسطيني يحتاج إلى حماية قوية من عدو متجبر غاشم لا يحترم عهداً ولا يملك إرادة للتجاوب مع السلام ومبادرات السلام. ويجب أن يكون تثبيت وقف إطلاق النار محكما حتى لا تجد إسرائيل فرصة لانتهاكه مرة أخرى.