لقيت الندوة التي نظمها نادي مكة الثقافي الأدبي عن (الصحافة الأدبية)نجاحاً طيباً ، بفارسيها اللذين يمثلان حرفية الصحفي ، وموهبة الأديب الناقد، وبعرضها التوثيقي لتاريخ الصحافة الأدبية، وبما زخرت به من تعقيبات وتعليقات الحاضرين، وردود المشاركين. كان حديث الدكتور أيمن حبيب نائب رئيس تحرير (عكاظ)سابقاً عن تطور العلاقة بين الصحافةوالأدب، عالمياً وعربياً ومحلياً، مشيراً إلى أن الصحافة في العهد العثماني كانت تهتم بالخبر، في حين أنها أضحت في العهد الهاشمي تهتم بالرأي ثم كانت بداياتها أدبية في العهد السعودي الذي مرت فيه بثلاث مراحل، وهي: مرحلة الأفراد، ومرحلة الدمج، ومرحلة المؤسسات. أما فهد الشريف مدير تحرير المدينة للشؤون الثقافية، فقد أشار في معرض حديثه إلى دور الصحافة في تكوين التيارات الأدبية عربياً وسعودياً مؤكداً على التطور الذي تحقق للصحافة الأدبية على يد عدد من الأعلام مثل: عبدالسلام هاشم حافظ وعبدالله الجفري ، مع تنوع فروع الأدب في صفحاتهم..ورداً علىاجابات المعقبين اثار الجانب الاخر من هذه الندوة عدداً من القضايا المهمة في الصحافة الأدبية. فقد دعا الدكتور أيمن حبيب إلى جرأة أكبر في التعبير والطرح وأقر بضرورة وجود المادة الأدبية في الصحافة، التي يتولاها المحرر الأدبي، الذي يجب أن يكون مختصاً بالصحافة وعلى جانب كبير من الثقافة لأن الأديب لا يمكن أن يكون بارعاً في الصحافة إلا بتطويع المفاهيم الأدبية للمعايير الصحفية. وأكد فهد الشريف ، المشرف على ملحق الأربعاء، أنه ثبت له بعد بحث طويل أن الصحف الحجازية كانت هي الرائدة والسباقة في تاريخ الصحافة السعودية، وأشار إلى أن الفن لم يطغ على الأدب، خاصة وأن الفن ثقافة..كما دافع عن الشللية الايجابية التي كانت وراء ظهور حركات أدبية. وكان الدكتور صالح جمال بدوي الذي أدار الندوة قد أوضح في مستهلها أن الصحافة الأدبية كانت منبراً لجماعات الأدباء كالديوان والمهجر وأبولو، وحركات التجديد في الأدب مثل الشعر المنثور وقصيدة النثر وتجاريب القصة الحديثة والاتجاهات الرمزية السيريالية..وكذلك النقد الأدبي والاجتماعي اللصيق بالصحافة.