انتهي الدور التمهيدي للبطولة الخليجية التاسعة عشرة للمنتخبات المقامة حاليا في سلطنة عمان وتأهلت للدور نصف النهائي منتخبات السعودية وقطر عن المجموعة الثانية ورافقهما منتخب عمان المستضيف والكويت عن الأولى. وقد جاء تأهل منتخبنا وعمان منطقيا وحسب الترشيحات القوية التي رشحتهما معاً للوصول إلى الدور الثاني ومن ثم الوصول إلى المباراة النهائية وهذه وجهة نظر خاصة اتفق عليها عدد من المحللين والفنيين والخبراء فيما جاء تأهل المنتخب الكويتي على غير العادة فهو لم يكن من ضمن المنتخبات المرشحة للوصول إلى الدور الثاني من المسابقة بحكم أن المنتخب قد كان عرضة للإيقاف من قبل الاتحاد الدولي وهو تبعا لذلك لم يكن مستعداً بالصورة التي تجعله مرشحاً للفوز بالكأس الغالية أو الوصول لمرحلة متقدمة من البطولة ولكنه جاء يطل فغلب الكل في المجموعة الثانية فيما جاء تأهل المنتخب القطري صعبا ومن نطاق ضيق جداً، حيث خدمته الظروف في لقاء السعودية والإمارات واستطاع نجومه أن يحققوا الفوز في الوقت بدل الضائع من مباراتهم أمام المنتخب اليمني وهذه وقفات متأنية مع منتخبات المجموعتين الأولى والثانية من خلال العطاءات التي قدمت خلال الدور التمهيدي من منافسات خليجي 19 في العاصمة العمانية مسقط فلنتابع هذا التقرير المفصل عبر (ملاعب الندوة): المنتخب السعودي تصدر منتخبات المجموعة الأولى بكل جدارة وحقق المركز الأول برصيد سبع نقاط وتميز بأنه المنتخب الوحيد بجانب المنتخب العماني الذين لم تستقبل شباكهما أي هدف طوال مباريات الجولة التمهيدية التي لعب كل منتخب فيها ثلاث مباريات وقد أحرز رماة منتخبنا تسعة أهداف في المباريات الثلاث تبادل إحرازها مالك معاذ هدفين وهدف لكل من أحمد الموسى وأحمد عطيف وعبدالله الشهيل وياسر القحطاني في لقاء اليمن الثاني وثلاثة أهداف في مرمى الإمارات في اللقاء الأخير جاءت بتوقيع القناص ياسر القحطاني والمدافع المتطور عبدالله الزوري والنجم الفنان أحمد الفريدي وكان المنتخب السعودي قد قدم مستوى باهت في مباراته الأولى أمام المنتخب القطري التي انتهت بالتعادل السلبي حيث تباعدت الخطوط وانعدمت الروح القتالية وبدا لاعبو المنتخب في صورة غير حميدة أعطت انطباع غير محمود في نفوس المراقبين وتخوف الكثيرين من أن تكون تلك البداية غير المطمئنة تنذر بخروج مبكر للمارد السعودي من الدور الأول من البطولة. وجاءت مباراة اليمن لتعطي دلالة أكيدة على أن ما حدث في لقاء الافتتاح أمام المنتخب القطري قد كان كبوة جواد أصيل وعارض طارئ لا يعدو أن يكون سحابة صيف وعدت وبالفعل قدم نجوم المنتخب السعودي مباراة راقية طافحة بالفن والجماليات والكرة الممرحلة لينهوا اللقاء لصالحهم بنصف درزن . وفي لقاء الإمارات وهو اللقاء الذي انتظرته الجماهير السعودية والإماراتية وكل الجماهير الخليجية والعربية عبر الفضائيات ومن داخل المستطيل الأخضر استطاع نجوم منتخبنا أن يتفوقوا على أنفسهم ويخضعوا المستديرة لسيطرتهم طوال الشوطين رغم المناوشات التي قام بها لاعبو المنتخب الإماراتي خلال الشوط الأول الذي استطاع المنتخب الإماراتي أن يصمد فيه حتى نهايته ويخرج منه بتعادل سلبي ظن الإخوة الإماراتية أنه قد يؤهلهم إلى الدور الثاني من المسابقة ولكن نسورنا الخضراء كان لها رأي آخر خلال الحصة الثانية من المباراة التي تسيدوها طولاً وعرضاً واستطاعوا أن يقدموا من خلالها الفن الكروي الرفيع الممزوج بروح الوطن والدفاع عن شعاره ويؤكد المنتخب السعودي أنه تأهل إلى الدور الثاني عن جدارة واقتدار دون أن ينتظر الهبات من أي منتخب آخر وليتفرغ للجولة الأهم في نصف النهائي. المنتخب القطري المنتخب القطري تأهل إلى الدور الثاني بمعجزة حقيقية بعد أن قدم مستويات متوسطة في كل لقاءاته الثلاثة في الدور التمهيدي فهو قد وصل برصيده النقطي إلى خمس نقاط من ثلاث مباريات وكان قد تعادل في مباراته الأولى مع المنتخب السعودي سلبياً في مباراة تعتبر هي الأقوى للمنتخب القطري ، وفي لقائه الثاني أمام منتخب الإمارات خرج أيضاً بنتيجة التعادل السلبي في مباراة شابها التحفظ واللعب الضاغط للخروج بأقل الخسائر وجاءت مباراته الأخيرة أمام المنتخب اليمني المتواضع وظن الجميع أن المنتخب القطري سيصب جام غضبه في الشباك اليمنية لكنه فشل اللاعب مجدي صديق في إحراز هدف الفوز القاتل الذي توج بلاده كوصيف لبطل المجموعة المنتخب السعودي على حساب المنتخب الإماراتي الجريح. المنتخب الإماراتي المنتخب الإماراتي البطل السابق ودع البطولة مبكرا هذه المرة حيث خرج من الدور الأول على غير عادته والغريب في الأمر أنه كان متأهلاً حتى الدقيقة 96 من عمر مباراة المنتخبين القطري واليمني والتي كان التعادل سيد الموقف فيها حتى تلك اللحظة قبل أن يحرز قطر هدفه الذي صعد به وأخرج المنتخب الإماراتي الذي فشل في الدفاع عن لقبه . المنتخب اليمني ظهر بمستوى متواضع في مباراتيه الافتتاحيتين أمام الإمارات والسعودية حيث تلقت شباكه في المباراتين تسعة أهداف ثلاثة أمام الإمارات وستة أمام السعودية وضحتا أنه لايزال يعاني من القصور الفني والخبراتي ويلعب أفراده بطموحات الشباب فقط دون خطط مدروسة وتكتيك فني مقنن من قبل مدربه ولاعبيه وكان نتاج ذلك إقالة مدربه المصري محسن صالح بعد نصف الدرزن السعودي ليتسلم المهمة المدرب الوطني الذي نجح في حفظ ماء الوجه للكرة اليمنية في المباراة الأخيرة أمام منتخب قطر والتي انتهت بنتيجة هدفين قطريين مقابل هدف يمني وحقيقة فإن المنتخب لم يكن يستحق الهزيمة في لقاء قطر الأخير بعد أن قدم نفسه بصورة مغايرة وأبلى لاعبوه فأحسنوا البلاء واستطاعوا أن يحرجوا المنتخب القطري حتى الدقيقة 96 . المنتخب العماني المنتخب العماني المستضيف وصيف بطل الدورة السابقة أدى ثلاث مباريات قوية ورائعة تصدر بها فرق المجموعة الثانية بكل جدارة بعد أن جمع سبع نقاط من المباريات الثلاث فهو قد تعادل في لقاء الافتتاح سلبياً أمام المنتخب الكويتي الذي قيل إن استعداده لم يكن بالصورة المثلى وكعادة مباريات الافتتاح فإن الحذر عادة ما يكون طابعها فكان أن اكتفى المنتخبان بالتعادل السلبي وخرج كل منهما بنقطة يتيمة وفي اللقاء الثاني لمنتخب عمان أمام العراق استطاع نجوم المنتخب العماني بقيادة نجمهم حسن ربيع من أن يسجلوا مفاجأة كبيرة لم تكن في الحسبان حيث أودعوا أربعة أهداف في مرمى المنتخب العراقي تركت أكثر من علامة استفهام لدى الشارع العراقي وكل الرياضيين في المنطقة الخليجية وقد أحرز اللاعب العماني حسن ربيع ثلاثة أهداف هاتريك، هو الهاتريك الوحيد في الدور التمهيدي فيما أضاف اللاعب عماد الحوسني الهدف الرابع ليرتفع منتخب عمان برصيده إلى أربع نقاط وجاء ليصل إلى الرقم سبع من النقاط في الجولة الثالثة من الدور التمهيدي بعد فوزه المستحق على المنتخب البحريني بهدفين نظيفين حملتا توقيع نجميه بدر الميمني وفوزي بشير ليؤكد العمانيون تأهلهم للدور الثاني وتصدرهم لفرق المجموعة الثانية. المنتخب الكويتي المنتخب الكويتي حل وصيفاً لبطل المجموعة الثانية وقلب كل التوقعات التي كانت تؤكد بأنه سيغادر البطولة من أدوراها التمهيدية في ظل عدم استعداده القوي والتجميد الذي طال الكرة الكويتية من قبل الاتحاد الدولي كما أن الشيخ أحمد الفهد قد أكد هو الآخر بأن طموحات الكويتيين هذه المرة لن تكون كبيرة في الفوز ببطولة الخليج التاسعة عشرة ولكن الفريق استطاع أن يخرج بتعادل قوي ومطلوب في لقاء الافتتاح أمام الفريق المستضيف المنتخب العماني في مباراة قدم فيها نجوم الكويت جهداً سخياً وعطاءً غير محدود فكانت نقطة عمان هي الجسر الذي سيقود المنتخب الكويتي إلى الدور الثاني وبالفعل جاءت مباراته الثانية أمام منتخب البحرين الشرس لتعطي دلالة أكيدة على تقدم المنتخب الكويتي إلى الأدوار المتقدمة في البطولة رغم ظروفه المعاشة، حيث استطاع أن ينهي اللقاء لصالحه بهدف لاعبه المخضرم مساعد ندى والذي أحرزه بطريقة ذكية من لعبة حرة نفذها من فوق رؤوس الحائط البشري ليصل المنتخب الكويتي إلى النقطة الرابعة وبات قاب قوسين أو أدنى من الصعود للدور الثاني، وهذا ما أكده في مباراته الأخيرة أمام نظيره المنتخب العراقي . المنتخب البحريني ظهر بصورة متواضعة في هذه البطولة ولم يقدم نفسه بنفس الصورة التي كان عليها في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم القادمة في جنوب أفريقيا فالفريق تراجع مستواه بصورة غريبة بعد لقاء الافتتاح الذي أنهاه لصالحه بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد لمنافسه منتخب العراق وظن الكثيرون أن المنتخب البحريني سيكون حصان الرهان في خليجي 19 ولكنه خيب كل التوقعات وظهر كحمل وديع في لقاءاته التالية أمام الكويت وعمان حيث انهزم أمام الكويت بهدف يتيم عجز عن معادلته وبالتالي العودة إلى أجواء المباراة وفي اللقاء الأخير أمام عمان البلد المستضيف تلقى صفعة أخرى قوامها هدفين نظيفين ليخرج من الأدوار التمهيدية ويفشل في تحقيق أحلام البحرينيين في الفوز ببطولة الخليج ولو لمرة واحدة. المنتخب العراقي قدم صورة مهزوزة في لقاء الافتتاح أمام البحرين وانهزم بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد وجاءت ضربة البداية كقاصمة ظهر له حيث إن البداية المتواضعة عادة ما تلقي بظلالها على شكل الفريق العام وهذا ما حدث بالفعل حيث تلقى الفريق ضربة موجعة أخرى في لقائه الثاني أمام عمان لم تكن في حسبان أي متشائم بهزيمة عراقية أمام عمان وقد ظهر لاعبو العراق بصورة متهالكة وبدت لياقتهم تحت الصفر وكان من الطبيعي أن تتلقى شباكهم الأهداف مثنى وثلاث ورباع وفي اللقاء الأخير للمنتخب العراقي أمام الكويت استطاع الفريق أن يحفظ ماء الوجه بعض الشيء بتعادله الإيجابي بهدف لكل فريق ليخرج الفريق بنقطة واحدة من البطولة وشباك فيها ثمانية أهداف وهجوم لم يحرز سوى هدفين في المباريات الثلاثة كان أحداهما من ركلة جزاء نفذها قائده يونس محمود في مرمى البحرين إضافة إلى البطاقات الحمراوات الثلاث التي نالها نجومه هيثم كاظم ونور صبري في لقاء البحرين وجاسم محمد غلام في لقاء عمان وتعتبر هذه هي المشاركة الأسوأ للمنتخب العراقي في دورات الخليج حيث غادر مع رفيق دربه المنتخب البحريني.