(كذب الزعماء ومات المدنيون ودروس التاريخ متجاهلة) هكذا بدأ روبرت فيسك مقاله في صحيفة إندبندنت البريطانية معقبا على كارثة غزة. وقال إننا أصبحنا معتادين على مجازر الشرق الأوسط لدرجة أننا لم نعد نهتم بالأمر، شريطة ألا نغضب الإسرائيليين. وليس من الواضح كم عدد القتلى المدنيين في غزة، لكن رد إدارة بوش، ناهيك عن رد الفعل الجبان لغوردون براون، الذي أعاد التأكيد للعرب بما يوقنونه منذ عقود: مهما ناضلوا أعداءهم، فإن الغرب سيقف بجانب إسرائيل. وكالعادة كان حمام الدم هذا غلطة العرب الذين لا يفهمون غير القوة. وأضاف الكاتب أنه منذ عام 1948 كنا نسمع هذا الهراء من الإسرائيليين -تماما مثلما كان القوميون العرب ثم الإسلاميون العرب يروجون لأكاذيبهم: بأن (عربة موت) الصهيونية ستُقلب وأن كل القدس ستُحرر. ودائما ما دعا بوش الأب وكلينتون وبوش الإبن وبلير وبراون كلا الطرفين لممارسة (ضبط النفس) -كما لو كان الفلسطينيون كالإسرائيليين لديهم مقاتلات إف 18 ودبابات ميركافا ومدافع ميدانية. فقد قتلت صواريخ حماس البدائية الصنع عشرين إسرائيليا فقط خلال ثمانية أيام، لكن حربا خاطفة ليوم واحد بواسطة المقاتلات الإسرائيلية تقتل نحو ثلاثمائة فلسطيني أمر عادي.وتساءل الكاتب -بعد الإشارة إلى أن معظم القتلى الفلسطينيين كانوا من حماس- عن ما يُفترض أن يحققه هذا العدد؟ هل ستقول حماس: (إن هذه الحرب الخاطفة رهيبة ومن الأفضل أن نعترف بدولة إسرائيل وننخرط في صف السلطة الفلسطينية ونضع أسلحتنا وندعوا أن يأخذونا سجناء للأبد ونؤيد عملية سلام أميركية جديدة في الشرق الأوسط) هل هذا ما تعتقد حماس أن الإسرائيليين والأميركيين وغوردون براون سيفعلونه؟