أفادت الأخبار بعودة الكابتن حاتم خيمي للتدريبات استعداداً لمباراة اعتزاله منتصف هذا الشهر وقد كتبت منذ إعلان اعتزال الكابتن أنه يستحق التكريم كلاعب خدم الفريق الوحداوي أكثر من عشرين عاماً وإن كنت انتقدته عندما عمل مساعد مدرب، وأنا أرى أنه يجب أن نفصل بين عطاء حاتم كلاعب وعطائه كمساعد مدرب، وكلاعب كان من أكثر اللاعبين التزاما بالأخلاق والأداء الراقي لاسيما أنه لعب فترة كبيرة كهاوٍ وكان الاهتمام الإداري والجماهيري مركزاً على لاعبين آخرين هما عدنان عبدالشكور ثم عبيد الدوسري كلاعبي منتخب ومع ذلك ظل حاتم مخلصاً للفريق مبدعاً في الأداء وهو صانع ألعاب من الطراز الأول لكن مستوى بقية بعض اللاعبين لم يساعده على الظهور, وتم اختياره أكثر من مرة للمنتخب الأول. تاريخ حاتم معروف والجماهير لا تنسى هدفه التاريخي في مرمى الأنصار في المباراة الفاصلة الذي أبقى الفريق في الممتاز وهو لم يكن تحويلاً للكرة من تمريرة داخل الست ياردات أو بضربة رأس من رفعة جانبية بل كان هدفاً إعجازيا من خارج منطقة الجزاء بتسديدة متقنة لا ينفذها إلا لاعب كبير. أما على مستوى الأخلاق فحدث ولا حرج، فقد كنت متواجداً في النادي بصفة يومية، طوال فترة وجود حاتم ولم اسمع يوماً شكوى ضده من أي إداري أو مدرب أو لاعب طوال تلك السنين وحتى عندما استلم الاستاذ حاتم عبدالسلام الرئاسة في أول سنة جدد عقد حاتم خيمي ووقع الطرفان على العقد في الملعب وسط تصفيق الجماهير وهتافهم. واستمر حاتم مع الفريق بعد هبوطه إلى الدرجة الأولى حتى الصعود ورفض الاعتزال وظل مع الفريق واستمر في اللعب مع مجيء إدارة الاستاذ جمال تونسي تحت إشراف المدرب التونسي لطفي البنزرتي وقبل أن يلعب احتياطياً للاعبين كانوا ناشئين عندما كان يلعب بالفريق الأول وهذه بادرة تحسب له، وفي الموسم التالي أخذ حاتم القرار بنفسه على الرغم من صعوبته وقرر الاعتزال وعمل كمساعد مدرب للفريق الأول, ثم ترك التدريب وهو الآن محلل رياضي ناجح بحكم خبرته كلاعب سابق وثقافته كأستاذ جامعي. بقيت نقطة فضلت عدم الإشارة إليها سابقاً وهي أن حاتم لم يحصل في حياته كلاعب على بطاقة حمراء إلا مرة واحدة عام 1415ه في مباراة الوحدة ضد الاتحاد ومن سوء حظه أنه في تلك المباراة وبعد نهايتها حدثت أحداث أخرى أدت إلى إيقافه عاماً كاملاً, وعاد للعب نجماً خلوقاً كما كان سابقاً، وكثيراً من النجوم أخطأوا وأوقفوا ثم عادوا وعلى سبيل المثال لا الحصر أوقف فهد الهريفي ويوسف الثنيان عاماً كاملاً، وأمين دابو أوقف ثلاثة أشهر وريفلينو أوقف ستة أشهر، ولكن البعض مع الأسف يذكر إيقاف حاتم وكأنه اللاعب الوحيد في المملكة الذي أوقف، والطريف أن أحد الكتاب قال إن حاتم هبط الفريق معه مرتين وهزم بالثمانية في وجوده وهذا صحيح ولكن هل يوجد لاعب في العالم يتحمل وحده نتيجة هبوط فريق أو هزيمته؟ أتمنى النجاح لمهرجان اعتزال حاتم وأرجو أن يعمل كل الوحداويين للوفاء للاعب خدم الفريق أكثر من عشرين عاماً، وإن شاء الله إذا أقيم حفل التكريم في مكة أكون أول الجماهير الحاضرة كما حضرت مباريات تكريم اللاعبين علاء رواس وسمير عبدالشكور وعبدالله خوقير ومحمود أسامة، فأنا وإن كنت قد انتقدت حاتم كثيراً كمساعد مدرب فكم أشدت به كلاعب، وأعرف أن الوحدة عندما تكرمه الآن فهي تكرمه كلاعب أولاً وأخيراً، ويعلم الله إنني عندما كتبت هذا الموضوع كتبته إرضاء لضميري فقط.