يرى البعض أن التقاعد يعتبر نهاية الحياة، بينما يرى البعض الآخر، أنه بداية حياة جديدة ويعتبر في نظر هؤلاء محطة هامة وفرصة لاكتشاف الذات ، والكثير من المتقاعدين قد ينتابهم الشعور باليأس عندما يحالون للتقاعد بسبب بلوغهم سن المعاش ، على الرغم من أن بعضهم يفضل الاستمرار في العمل لما بعد سن التقاعد ، أما من يقرر التقاعد قبل بلوغ سن التقاعد، فهؤلاء يمكن أن تكون لديهم موارد مالية تكفل لهم الاستمرار لما بعد التقاعد. ويعتبر التقاعد من المفاهيم التي اتفقت عليها معظم الدول في العالم رغم اختلافها في تحديد سن التقاعد ، ولكن الغالبية حددته ب (60) سنة و (66) سنة قياساً على قدرات الفرد بعد هذه السن من الناحية الانتاجية. خسارة العمل الندوة استطلعت آراء بعض المتقاعدين الذين تخلوا اختياريا أو اجباريا عن العمل بعد أن كانوا ضمن منظومة القوى العاملة في المجتمع ، والآثار التي ترتبت على حياتهم بعد انسحابهم من سوق العمل. في البداية يقول حمود الشريف : لا شك في أن قدرات الانسان العقلية والبدنية مع تقدم العمر قد تجبره على ترك العمل، إلا أنه يرى أن المتقاعد سوف يخسر الكثير بعد تركه للعمل فالأجر الذي كان يحصل عليه قد يقل ولا يكفي للمصروفات اليومية لا سيما عقب ارتفاع الأسعار وبالتالي سيبحث عن عمل ومداخيل رزق لأبنائه ، وأضاف الشريف ان المشكلة الكبرى ان الذين تقاعدوا وحصلوا على مبالغ مالية نهاية خدمة اتجهوا بها إلى الأسهم وضاعت آمالهم وخسروا تحويشة العمر وذهبت أحلامهم سدى ، وأتمنى من الجهة الرقابية على البنوك ان تراعي مثل هؤلاء الذين ليس لديهم عمل عقب التقاعد وذهبت أموالهم في الأسهم وبعضهم استدان من نفس البنك الذي راتبه عليه وأصبح عاجزاً عن الوفاء بالملتزمات تجاه أسرته. مواصلة العمل وقال عبدالله الحربي : التقاعد شيء لابد منه وهذه سنة الحياة والبعض للأسف يرى أن التقاعد نهاية حياته وهذا شيء خطأ فالتقاعد فرصة جيدة للجلوس مع الأسرة والاشراف المباشر على الأبناء ومن يريد العمل الاضافي فهو موجود ويستطيع أن يعمل وإن كنت لا أحبذ الدخول في دوامة العمل مرة أخرى يكفي السنوات التي قضيتها من عمري، كما عاتب الحربي بعض زملائه الذين لازالوا على رأس العمل بالانقطاع عنه وعدم معرفة أخباره حتى بالاتصال ، ويتذكر الأيام الجميلة التي قضاها مع الزملاء وهي ليست بالفترة الوجيزة فهي (25) عاماً ونحن كل صباح نعمل سوياً وعقب التقاعد كأنني لم أعرف منهم أحداً وهذا حقيقة ما يؤلمني كثيراً. وأضاف الحربي أنني مرتاح جداً ففي العطلة السنوية اصطحب أسرتي إلى مصائف المملكة الجميلة في الجنوب ونقضي أوقات سعيدة وأشاهد البهجة في عيون أطفالي. تأقلم على الوضع ويرى مصلح الزهراني أنه بعد فترة طويلة من العمل أحلت للتقاعد وشعرت بحياة جديدة أخرى بعيدة عن الالتزامات بالعمل اليومي واستطعت أن أتأقلم مع برنامجي الجديد ما بعد التقاعد ، وأحاول أن أقوم بالزيارات للأهل والأصدقاء الذين ابتعدت عنهم بسبب ظروف العمل، وكما أنني بجوار أبنائي على مدار الساعة لتلمس أحوالهم ومتابعتهم وتلبية احتياجاتهم. وأضاف الزهراني أنني لأ أفكر في البحث عن عمل آخر ويكفي السنوات التي قضيتها في العمل ، ويضيف الزهراني : ان البحث عن التجارة في سوق الاسهم مغامرة تورط فيها البعض دون دراسة لكيفية الشراء والبيع وخسروا أموالهم في النهاية. وقال الزهراني: ان ارتفاع الاسعار هو هاجس كل الأسر وبالذات ذوي الدخل المحدود الذين لا يستطيعون الوفاء بمستلزمات أسرهم ، وأتمنى من التجار مراعاة مثل هؤلاء وتخفيض أسعار السلع إلى سابق عهدها في القريب العاجل.