| نيلسون مانديلا الذي قاد نضال بلاده جنوب افريقيا نحو الاستقلال وقضى 25 عاماً بين الجدران من أجل عزة وكرامة بلاده، هذا الشخص التاريخي وأحد كبار حكماء العالم لازال هو وحزبه المؤتمر الوطني الافريقي في قائمة الارهاب المسجلة لدى الولاياتالمتحدة وبهذا الوصف فهو محروم من الدخول الى الاراضي الأمريكية. نيلسون مانديلا لم يكن طامعاً في سلطة بقدر ما كان يريد شعبه حراً وسيداً في بلاده ولذلك بعد ان ارسى قواعد الحكم وأطمأن الى أن مواطنيه عاد لهم حق السيادة في بلادهم لم يرد أن يجعل من نفسه الزعيم الأوحد أو القائد الملهم أي يستهويه كرسي الرئاسة فتنازل منه طوعاً لنائبه تامبو مبيكي الذي اختاره المؤتمر الوطني زعيماً خلفاً له، كما ان مانديلا لم يلجأ الى اسلوب التشفي من العنصريين البيض بل كانت هناك لجان للمصارحة والمناصحة اعترف فيها البيض بما ارتكبوه من جرائم في حق المواطنين في جنوب افريقيا وكانت النتيجة التسامح والايذان بانطلاق مرحلة جديدة. ونفس الحكمة التي اتبعها مانديلا في حل مشكلات بلاده اتبعها في حل كل المشكلات العالقة سواء في القارة الافريقية او في خارجها، واصبح شخصية يكن لها العالم كل التقدير والاحترام بل ان بريطانيا أقامت له نصباً تذكارياً في قلب لندن اعترافاً بدوره التاريخي في تعزيز حرية وكرامة مواطنيه وفي التعامل الحكيم في معالجة كثير من القضايا التي كان لوزنه الأثر الكبير في معالجتها. رغم كل هذا التاريخ الناصع فما يثير العجب ان يكون اسم مانديلا من بين قائمة الارهابيين الممنوعين من دخول الولاياتالمتحدةالامريكية. ولا يمكن ان نقول في وصف هذه الحالة اكثر مما قاله رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الامريكي والتي قال فيها انها (أمر معيب ولا يصدق ووضع مشين). ولكن كيف وضع اسم مانديلا في قائمة الارهاب ولماذا هذا الصمت الطويل كل هذه المدة!!. فقد كان وضع اسم مانديلا في تلك القائمة بتوصية من النظام العنصري في جنوب افريقيا الذي كان يصف مانديلا بالارهاب ويقود تنظيماً ارهابياً هو حزب المؤتمر الوطني الافريقي. ولكن النظام العنصري في جنوب افريقيا أصبح في ذمة التاريخ واعتلى مانديلا كرسي الرئاسة بتأييد من شعبه عبر انتخابات ديموقراطية حرة نزيهة، واصبحت زنزانته في السجن مزاراً لكل عاشقي الحرية، والرؤساء الأمريكيون أنفسهم زاروا هذه الزنزانة وأخذوا صوراً لهم من داخلها.. في تقدير لما عاناه مانديلا من اجل حرية شعبه. وحسناً ان استيقظ مجلس النواب الامريكي من سباته ليطالب الآن بشطب اسم مانديلا من قائمة الارهاب ولكن هذا الصمت المطبق طيلة الفترة الماضية يضع تساؤلات عديدة عن كيفية ادراج أسماء وشخصيات وكيانات في قائمة الإرهاب وعن الآلية لرفع المدرجين في اللائحة من قائمة الإرهاب.