أكد وزير العمل الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي أن القطاع الخاص شريك في المسؤولية مع وزارة العمل ولن يتحقق شيء بدونهم , وأن العمل الميداني هو أساس كل إنجاز يتحقق للدولة ، مشيرا إلى أنه قد وقع هذا الأسبوع قرارا بمنع الاستقدام عن 90 منشأة لان السعودة لديها صفر بالمائة وأن هذه البداية في حملة محكمة للقضاء على هذه الظاهرة المشينة .. وكل شهر بإذن الله سوف يكون هناك قائمة مماثلة حتى لا يبقى في الوطن مؤسسة واحدة إلا ملتزمة بالسعودة . وأوضح أنه تم خلال العام الماضي وهذا العام استقدام حوالي أربعة ملايين عامل وافد , وقال (نحن قمنا بواجبنا على أكمل وجه لأننا نعلم أنه في فترة التوسع هذه لا بد من مشاركة أشقاء وأصدقاء في عملية البناء .. و لم نمنح هذه التأشيرات هدايا ولكننا منحناها بشرط واضح جدا وهو أن فرص العمل التي يزيحها هجوم هذه الأعداد المتزايدة يجب أن يواكبها إعطاء فرص عمل للسعوديين .. بدون ذلك تعتل الموازنة وكلما تستطيع فعله أن تكدس عمال وافدين بينما يبقى أبناؤنا وبناتنا في سجن البطالة , وهذا شيء لا أرضاه ولا ترضونه أنتم ولا يرضاه أحد) . جاء ذلك في كلمة لمعاليه خلال استقباله أمس في مقر الوزارة بالرياض 24 مفتشا لأداء القسم إثر اجتيازهم للدورات الفنية المطلوبة ليتمكنوا بعد حصولهم على بطاقات العمل وأداء القسم من ممارسة عملهم مفتشين معتمدين بمكاتب العمل المختلفة في المملكة.. وذلك بحضور معالي نائب وزير العمل الدكتور عبدالواحد بن خالد الحميد ووكيل الوزارة للشؤون العمالية عبدالرحمن البواردي ووكيل الوزارة المساعد لعلاقات العمل أحمد الحميدان . وهنأ معاليه المفتشين على اجتياز الدورة التدريبية والبدء في مرحلة جديدة من الحياة العملية الميدانية لهم مؤكدا أن العمل الميداني هو أساس كل انجاز يتحقق للدولة. ونبه الدكتور غازي القصيبي إلى أن حماية حقوق المواطنين والسهر على مصالحهم لا يتحقق بجلوس الإنسان في مكتبه كائنا من كان وأن العمل الحقيقي هو العمل الميداني.. مهيبا بالمفتشين أن يكونوا خير عيون للوزارة وخير آذان لها وخير سواعد لها . وبين معالي وزير العمل أن الوزارة لكي تقوم بواجبها يجب أن يكون هناك ما لا يقل عن 5000 مفتش محنك ومدرب وقال (لكننا لن نجلس نبكي ونتباكى وننتظر اليوم الذي يكون فيه هناك 5000 مفتش .. يجب أن نبدأ ويجب أن يبدأ العدد الموجود حاليا مهما كان قليلا بممارسة مهام تتجاوز كثيرا عدده الفعلي .. وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا عبر خطة متقنة ومحكمة للتفتيش ... التفتيش العشوائي لا يمكن أن يحقق هدفا .. فلو كان لدينا 10000 مفتش تم توظيفهم للعمل في الشوارع على غير هدى لن تكون النتيجة الا متواضعة , على العكس عندما يكون لدينا مجموعة صغيرة ولكنها تركز نشاطها وجهدها بأولويات واضحة , فيكون بإمكان مفتش واحد أن يغير بعون الله وجه الحياة . . ربما يكون في فريقه أو في شارعه . . مفتش واحد فقط عندما تكون لديه أولويات واضحة وتدعمه القيادة ذات التفكير الواضح). وأكد معالي الدكتور غازي القصيبي أن القطاع الخاص شريك في المسؤولية ولا يمكن تحقيق شيئ بدونه وقال (يقال دائما .. عندنا مشاكل مع القطاع الخاص .. لقد قلت في أول يوم توليت فيه شؤون الوزارة أن القطاع الخاص شريك في المسؤولية ولن نستطيع أن نحقق شيء بدونهم , والخطة أوكلت إليهم بتوظيف الأعداد المتزايدة من الشباب والفتيات السعوديين , ونحن من جانبنا قمنا بواجبنا تاما غير منقوص وكاملا نحو متطلبات القطاع الخاص ونحو متطلبات التنمية , في العام الماضي استقدمنا ما يقرب بين مليون وسبعمائة أومليون وثمانمائة وهو رقم قياسي , وفي هذه السنة يبدو الرقم مشابها جدا لرقم السنة الماضية , بمعنى آخر نحن خلال سنتين استقدمنا ما لا يقل عن أربعة ملايين عامل وافد , هذا يعني أن الكلام الذي يقال عن تقصير الوزارة وبخلها وعدم إعطائها التأشيرات وقتلها القطاع الخاص وخنقها للمؤسسات كلام ليس بعيدا عن الحق فقط ولكن كلام مشبوه يعتريه كثير من الكذب). وأبرز معاليه حرص وجهود وزارة العمل للقيام بمسؤولياتها فقال (نحن قمنا بواجبنا ولم نقصر لا من ناحية العمالة المنزلية ولا من ناحية العمالة المطلوبة في المشاريع التنموية .. والأرقام التي ذكرتها لكم هي أعلى أرقام في العالم , ولم نقوم بذلك ونحن سعيدون , ولكننا قمنا به لأننا نعلم انه في فترة التوسع هذه لا بد من مشاركة أشقاء وأصدقاء في عملية البناء , ولكن مع تأكيد واضح ان هذا الاقتصاد الذي استطاع أن يستوعب هذه الأعداد الهائلة يجب أن يستوعب في الوقت نفسه السعوديين والسعوديات الراغبين في العمل , فنحن لم نمنح هذه التأشيرات هدايا ولكننا منحناها بشرط واضح جدا وهو أن فرص العمل التي يزيحها هجوم هذه الأعداد المتزايدة يجب أن يواكبها إعطاء فرص عمل للسعوديين .. بدون ذلك تعتل الموازنة وكلما تستطيع فعله أن تكدس عمال وافدين بينما يبقى أبناؤنا وبناتنا في سجن البطالة , وهذا شيء لا أرضاه ولا ترضونه انتم ولا يرضاه احد).. وأكد معاليه أن الوزارة قامت بكل ما يمكن ان تقوم به لتسهيل مهمة القطاع الخاص مؤملا من القطاع الخاص ان يقوم بكل ما يمكنه ان يقوم به في سبيل توظيف أبنائنا وبناتنا من السعوديين والسعوديات وقال (في هذا المجال لن نتساهل ولن نتهاون .. ليس الموضوع موضوع حرب بين أحد , نحن لا نحارب أحدا على الإطلاق , نحن نحاول ان نوجد فرص عمل لأبنائنا وبناتنا .. نتيجة ما أقول لكم ان تكون أولوياتكم المطلقة عملية السعودة والتوطين). وأشار إلى أنه ذكر في مناسبة سابقة انه لو قام كل مكتب عمل بضبط عشر مخالفات لسعودة وهمية أو لوافدين يقومون بأعمال يجب أن يقوم بها السعوديون لتجمع يوميا 370 مخالفة ويصل الرقم التقريبي إلى 90 ألف مخالفة في السنة .. وقال (لو استطعنا بهذه العمليات البسيطة من قبلكم لحققنا إنجازا كبيرا جدا في موضوع البطالة , وأنا كلفت معالي النائب أن يجتمع مع مديري العمل قريبا لوضع نقاط عمل وأن نجد طريقا سريعا .. وعندما تجدون مخالفات من هذا النوع يمكننا فورا إيقاف الحاسب الآلي عن الشخص المخالف.. هذا الأسبوع وقعت قرارا بمنع الاستقدام عن 90 منشأة , لان السعودة لديها صفر بالمائة وهذه نسبة مخجلة , وسوف تكون هذه البداية في حملة محكمة للقضاء على هذه الظاهرة المشينة .. كل شهر بإذن الله سوف تكون هناك قائمة مماثلة حتى لا يبقى في الوطن مؤسسة واحدة إلا ملتزمة بالسعودة). ورأى معالي وزير العمل أنه بدون الدقة في المتابعة سيكون كل المجهود الذي بذل في منح التأشيرات مجهودا ضائعا , لان فرص العمل ستذهب لغير السعوديين وهذا ما لا تريده القيادة وما لا يريده الوطن وما لا يريده شبابنا . ودعا معاليه الله تعالى التوفيق للمفتشين في مسيرتهم مع السعودة والتوطين وأن تكون مسيرة مثمرة وان يلمس كل مواطن أثرها . وجدد معاليه التأكيد على أنه يجب الإستهانة بمشكلة البطالة بل إن اكبر ما نواجهه من مشاكل حتى بعد الاتجاه التنازلي الذي شهدته الإحصائيات في السنوات الثلاثة الأخيرة (كل إحصائية جاءت أقل من سابقتها) هذا يجب ألا يدفع للتراخي او الى تهنئة النفس مبينا أن الهدف المنشود لا زال بعيدا وهو ما يقارب العمالة الوطنية الكاملة وقال (لا يمكن أن نحقق العمالة الكاملة ). وحث معاليه المفتشين على أن تكون الفترة التي يستقبلونها من حياتهم فترة إنتاج وعمل وأن يجتهدوا ليحققوا للوطن ما يرتجيه من توطين الوظائف وقال (في الوقت نفسه نطلب منكم ان تمارسوا عملكم بعدالة وإنصاف وبموضوعية على النحو الذي يرضي ضمائركم.. المفتش في نفس الوقت قاضي وحكم ويجب أن لا يكون أي قرار من قراراته مبنيا على الهوى او على التحيز للمواطنين السعوديين . فنحن لا نريده .. فقط الحق والإنصاف وان تكون دائما على رضا مع ضمائركم).