الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية واحد من الأسباب الرئيسية للتوتر القائم والمستمر بين اسرائيل والفلسطينيين وقد أثبتت كل الدراسات والبحوث التي أجريت هذه الحقيقة ، وكان أن عينت الادارة الأمريكية الحالية السناتور ميشل لدراسة الصراع الفلسطيني فوجد أن الاستيطان هو السبب الرئيسي لأنه يعني اغتصاب الأرض بغير وجه حق مما يثير المشاعر ويفجر تلقائياً بركان الغضب. وقد أدركت الادارة الأمريكية أخيراً خطورة الاستيطان وأرسلت اشارات تحذيرية كان منها ما أعلنته كونداليزا رايس في احدى زياراتها للمنطقة ، ولكن إسرائيل لم تأخذ على محمل الجد هذه التحذيرات ومضت في سياستها التوسعية الاستيطانية رغم اشارتها إلى أنها لن تسمح بإنشاء مستوطنات جديدة ولكن حتى هذه لم تف بها ، فالتوسع الاستيطاني لازال متواصلاً ولكن ما يصدر من اسرائيل باتجاه الاستيطان يعتبر اشارات ايجابية رغم أنه لم يظهر لها أثر بعد ، فقد أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت امس الاحد ، أن الممارسات الأخيرة للمستوطنين اليهود في الخليل (لاتحتمل وغير مقبولة). وربما يكون هذا الانتقاد لهذه الممارسات لأنها وصلت إلى حد الاعتداء على القوات الاسرائيلية المكلفة بحفظ النظام، ولكن ينبغي على أولمرت أن يدرك أن الاعتداء على الأراضي الفلسطينية هو أكبر انتهاك للقانون وطالما ظل بناء المستوطنات مستمراً فسوف تظل المنطقة في غليان دائم.