كشف الدكتور ضياء الحاج حسين استشاري أمراض الروماتيزم أن التوتر يساهم في حدوث حوالي 8% من كل الأمراض الخطيرة وتشمل أمراض القلب والجهاز الدوري، السرطان، أمراض الغدد والتمثيل الغذائي، اضطرابات الجلد، والأمراض المعدية من كل نوع وذلك وفقا لدراسات البحاثين في مجال الطب ، لافتا الى ان أطباء النفس يرون أن مشاكل الظهر تعتبر - واحدة من أكثر مشاكل البالغين انتشارا في المجتمعات - ولها علاقة بالتوتر، حيث أن التوتر هو النذير العام للصعوبات النفسية مثل القلق الانفعالي والاكتئاب. ويضيف د.ضياء الحاج : قمت بدراسة علاقة التأثيرات النفسية على بعض هذه الأمراض الروماتيزمية مثل التهاب المفاصل الرثياني (والذي يعرف بالروماتويد) والذئبة الحمراء والآلام العضلية الليفية ، وأثناء استجوابي لمرضى الروماتويد عن مدى التأثير النفسي عليهم وجدت أن نسبة كبيرة منهم وقد تتجاوز 70 % قد تعرضوا إلى صدمات نفسية قبل بدء المرض بعدة أسابيع مثل وفاة أحد الأقارب وخاصة أحد الزوجين (الأقارب) والطلاق، وتخلي الأبناء أو البنات عن والديهم أو إسكانهم في مأوى العجزة وبالتالي ليس لهم دعم أسري ، مشيرا الى ان الكآبة تعتبر من أهم الأعراض النفسية الناتجة عن الروماتويد وهي تعرف بشكل عام بأنها الحزن المؤقت في الحياة اليومية ومن الناحية العلمية فإن الكآبة المزمنة هي اضطراب المزاج مع شكاوى كثيرة تستغرق سنتين على الأقل. ولقد وجدت الدراسات الحديثة أن نماذج اضطراب الكورتيزول اليومي في أجسام الأشخاص المصابين بالكآبة مشابهة لتلك الموجودة في أجسام مرضى الروماتويد وأن الكآبة في مرضى الروماتويد قد تزيد الآملا سوءاً وقد تكون سبباً للعجز الجزئي أو الدائم للمرضى ولقد تبين أن بعض الآلام المزمنة تكون ناتجة عن الكآبة. ويواصل د.ضياء ان الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج الفعال للكآبة لهم أهمية كبيرة للإقلال من العجز المترافق مع الروماتويد. وكذلك فإن بعض المرضى المصابين بالروماتويد أو الذئبة الحمراء يحتاجون لعلاج مكثف سواءً نفسي أو دوائي أو كليهما. ويؤكد د.ضياء الروماتويد هو مرض التهابي مناعي يؤدي إلى آلام شديدة جداً قد تؤدي إلى تشوه المفاصل وبالتالي قد تؤدي إلى العجز الجزئي أو الكامل ومع تقدم العلم الحديث فقد أصبح من الممكن السيطرة على هذا المرض قبل أن يتطور إلى هذه المراحل المتأخرة ، لذلك فإن الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج الفعال للكآبة لهم أهمية كبيرة للإقلال من العجز المترافق مع الروماتويد ، لذلك كان لابد من الابتعاد عن الغضب والانفعال.