ان الله جميل يحب الجمال ... عبارة نعرفها ولكن بعض شبابنا لا يطبقها بل العكس يعمل على النقيض منها جهاراً نهاراً وامام الناس ... والله سبحانه وتعالى كما قسم الأرزاق والآجال قسم الجمال والوسامة والشيء الطبيعي ان يسعى الانسان الى ان يكون جميلا او وسيما وان لم يمنح ذلك او شيئا منه... فأقلها ان لا يكون ذا منظر غير لائق . الشيء العجيب ان بعض شبابنا والذين اصبح عددهم يزداد لم يكسبهم الله جمالا او وسامة بل هم وسط بين هذا او ذاك ... والغريب انهم لا يسعون الى تحسين ذلك الشكل الخارجي لهم ناهيك عن ملافظهم وبعض تصرفاتهم ... هؤلاء الشباب للاسف الشديد يزيدون انفسهم بشاعة من ناحية الشكل الخارجي سواء في شعورهم او في ملابسهم او احذيتهم حتى يظهر الواحد منهم في وضع غير لائق تأنف منه النفوس السوية... المشكلة انه يصنع ذلك بنفسه ولا اعلم اهو يريد ان يزيد نفسه جمالا ام يريد ان يزيدها قبحا ؟!. وقد قيل في حكمنا العربية (كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس) بمعنى ان الاكل الذي تأكله شيء يعود اليك فهو رغبتك وسوف يدخل بطنك فقط لا بطون الاخرين فما تشتهيه انت قد لا يستسيغه الآخر والعكس صحيح . اما المظهر الخارجي وهو الملبوسات وما يضاف اليها فانه شيء لابد ان يكون للناظر اليك شراكة فيه لذا قيل (البس ما يعجب الناس) فالمطلوب المشاورة في الملابس والشكل الخارجي والتماشي مع المحيط الذي حولك بمعنى ان لا تكون شاذاً أو مختلفاً عن المحيط والبيئة التي تعيش فيها او تتعامل معها. وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم اشد التحذير من ثوب الشهرة ... والثوب هنا كل ما يلبسه الانسان بمعنى ان لا يكون مختلفا شاذا ملفتا للنظر اما لغلاء سعره او التفنن في صناعته تفننا يخرجه عن المعقول او يكون عكس ذلك مقرفا شاذا قذرا غير لائق ... بمعنى ان لا يكون هذا اللباس من اجل ... (خالف تعرف ). للأسف الشديد شبابنا خاصة من الذكور منهم ينتهج هذا النهج وهو الشذوذ الملفت للنظر والذي لا يريح العين بل يتقزز منه كل ما رآه ... خاصة الاسوياء من الناس او من يريد هذا الشاب او ذاك ان يلفت نظرهم خاصة من الفتيات . لقد تخلى ابناؤنا الا من رحم ربي عن الثياب العربية ...عن الغترة أو الشماغ والعقال والطاقية والحذاء اللائق وانحرفوا 180 درجة الى المنحط من تلك الملبوسات بحيث إذا رأيت الواحد منهم فقد اصبح تشكيلة قذرة في البنطال وفي القميص وفي تسريحة الشعر وفي الحذاء وفي شكل وجهه وما كتب على احد ذراعيه او كلاهما وقد جاء البعض منهم بملابس لو رايتها لاشمأزت منها نفسك من ناحية الالوان ومن ناحية التفصيل ومن ناحية الطول والقصر من ناحية الضيق والاتساع . هذا وأيم الله انه الجنون بعينه والتخلف الصريح وان دل على شيء فانما يدل على الضياع وقلة التربية وعدم وجود رقيب الذي يعيشها هذا الشاب او ذاك فاصبح لا يعرف ماذا يعمل انما هو مجرد مقلد او شماعة علق عليها الرديء من الملابس والقبيح من الاشكال. هؤلاء الشباب للاسف الشديد يعيشون بيننا وفينا وحولنا ومعنا ولكن كان الأمر لا يعنينا وهم في ازدياد وان لم نتداركه فستكون الطامة وسيتسع الخرق على الراقع... وحينها ... ولات ساعة مندم. فالسؤال أين مراكز البحث في الجامعات وغيرها من دراسة هذه الظاهرة وماذا تعني ولم فعلت وما هي نتائجها كذلك أين الجهات ذات العلاقة من أمارات المناطق والشرطة وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واين خطباء الجمع وطلبة العلم والدعاة والمرشدين عن هذه المناظر البشعة ... والله المستعان .