رحبت الجامعة العربية بقرار دمشق فتح سفارة لها في بيروت وإقامة علاقات بين الجانبين لأول مرة منذ استقلالهما, فيما وصفته واشنطن بالخطوة الإيجابية. وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عقب محادثات مع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع بالقاهرة إن القرار السوري “خطوة مهمة وتاريخية وتدفع الحركة الإيجابية اللبنانية إلى الأمام”. بدوره أعرب جعجع عن أمنيته ألا يكون فتح السفارة السورية الخطوة الوحيدة على طريق تطبيع الأوضاع بين الجانبين, مؤكدا أن الشعب اللبناني يتمنى أن تكون العلاقة طيبة مع دمشق وأن يكون هناك “التزام متبادل بسيادة واستقلال لبنان”. وفي وقت سابق وصف رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الخطوة السورية ب”المتقدمة والتاريخية على طريق تأكيد وتثبيت استقلال وسيادة لبنان وقراره الحر”. وقال إن المرسوم من شأنه تدعيم علاقات البلدين “على قاعدة الاحترام المتبادل والتعامل بالمثل”. ودعا رئيس اللقاء الديمقراطي الدرزي وليد جنبلاط سوريا إلى استكمال خطوتها بترسيم الحدود, وتحدث عن خطوة أولى على “طريق طويل يقود إلى علاقة صحية” بين البلدين, واعتبر المرسوم نتيجة لزيارة قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى دمشق الشهر الماضي. أما وزير العمل عن حزب الله محمد فنيش فاعتبره دليلا على جدية سوريا في إقامة علاقات دبلوماسية بتبادل التمثيل الدبلوماسي مع لبنان, والمطلوب الآن -حسب قوله- مواصلة الطريق ذاته بالشكل الإيجابي الذي بدأه الرئيس اللبناني ميشال سليمان. بدوره قال وزير خارجية لبنان فوزي صلوخ –الذي يزور اليوم دمشق لبحث آلية وتوقيت التبادل الدبلوماسي- إن الخطوة تفتح عهدا جديدا في علاقات البلدين, يميزها الإخاء والتعاون. وتوجت زيارة للرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى دمشق في أغسطس الماضي بالإعلان عن اتفاق تاريخي لإقامة علاقات دبلوماسية وترسيم حدود لبنان وسوريا. وقال مدير مكتب الجزيرة في دمشق عبد الحميد توفيق إن الخطوة عملية ومباشرة تجيز لوزارة الخارجية اختيار مكان السفارة في بيروت وبدء المشاورات لتسمية أول سفير لدى لبنان الذي يملك مكتب ارتباط في دمشق. على الصعيد الدولي رحبت الخارجية الأميركية بالخطوة, لكنها قالت إن هناك مهمات لم تستكمل كترسيم الحدود, ووصفها المتحدث باسم الخارجية شون ماكورماك بالخطوة الإيجابية. كما تحدث ناطق باسم الخارجية البريطانية عن مرسوم إيجابي لكنه يفتقد تفاصيل كأسماء السفراء والتاريخ المحدد لتنفيذه. وقال مسؤول في الخارجية الإسرائيلية لم يكشف هويته إن من شأن الخطوة المساهمة في استقرار المنطقة, لكنه دعا سوريا إلى استكمال “التزاماتها” وأولها إنهاء دعم حزب الله.