ارتفع عدد قتلى الهجوم الانتحاري الذي استهدف مجلسا لزعماء القبائل شمالي غربي باكستان إلى ثلاثين شخصا, فيما وصل عدد الجرحى إلى نحو مائة. وقال مسؤولون إن انتحاريا فجر نفسه في تجمع يضم نحو خمسمائة من أفراد منطقة أوركزاي بإقليم وزيرستان المحاذي لأفغانستان, حيث التقوا لوضع إستراتيجية لمقاتلة المسلحين بالمناطق القبلية. وقال شاهد عيان إن الانتحاري دخل بسيارته وسط الاجتماع فجأة فداس عدة أشخاص ثم فجر السيارة. كما أوضحت مصادر طبية أن عشرين شخصا لقوا حتفهم على الفور, بينما لفظ عشرة آخرون أنفاسهم متأثرين بجراحهم في الطريق للمستشفى. وقال مدير مكتب الجزيرة في إسلام آباد أحمد زيدان إن المجلس القبلي كان مختصا بتنسيق العمليات العسكرية ضد مسلحي حركة طالبان، مشيرا إلى أن هذه المنطقة القبلية لم تكن مركز استقطاب للحركة في السابق. وأوضح أن الهجوم يأتي بينما أعلن عن خطف أربعة من قادة القبائل الموالية للحكومة في منطقة باجور القبلية وإعدامهم، وذلك في سياق التهديد الذي أطلقته حركة طالبان باكستان باستهداف المليشيات القبلية الموالية للحكومة وقادتها بعدما لجأ الجيش الباكستاني إلى استعمال مليشيات قبلية في حربه على طالبان. كما يأتي الهجوم بعد يوم من قيام رجال قبائل موالين للحكومة بتدمير مخبأين للمسلحين في منطقة ورك زاي إحدى المناطق القبائلية السبع التي تتمتع بشبه حكم ذاتي وفق المسؤولين الباكستانيين. وفي تطور آخر نجا عدد من قادة تنظيم القاعدة وحركة طالبان من هجوم صاروخي أميركي استهدف قرية بشمال وزيرستان القبلية وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين باكستانيين. وقال هؤلاء المسؤولون –الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم- إن عددا من قادة القاعدة وطالبان غادروا منزل قائد في حركة طالبان باكستان يدعى حافظ سهار غل مساء الخميس قبل عشر دقائق من القصف. وأسفر هذا الهجوم وفق المصادر عن مقتل حوالي ثمانية من العرب، ونقلت الوكالة الفرنسية عن مسؤول باكستاني أن القتلى هم أقل رتبة في التنظيم. كما يعد الهجوم الأحدث في سلسلة غارات على منطقة القبائل الباكستانية نفذتها طائرات أميركية وأشعلت التوتر بين إسلام آباد وواشنطن.