تقوم البلديات على مدار العام بتكليف موظفيها بمحاربة الباعة الجائلين والقاء القبض عليهم واتلاف ومصادرة ما يقع في أيديهم من البضائع التي يسوقون لها في الشوارع والأماكن العامة بدعوى أنه غير مرخص لهم بمزاولة المهنة بطريقة مؤثرة سلباً على صحة المستهلك وتعتبرتلك الجهود جزءاً من المهمات المكلفة بها ولكنها تصاب بنوع من الخمول خلال شهر رمضان المبارك حيث يظهر من يمارس النشاط بنفس الطريقة وتحت مسمى آخر وهم باعة السوبيا الذين يمارسون نشاطهم دون الحصول على شهادات مزاولة المهنة ودون تطبيق للاشتراطات الصحية التي تضمنت صلاحية ما يتم تقديمه للاستهلاك الآدمي ويلاحظ انتشار الظاهرة بشكل أوسع في الأحياء الشعبية وأمام المحلات التجارية يرافقها دعاية للمنتج من خلال الكتابة على العديد من اليافتات التي تهدف إلى لفت نظر الزبائن واستقطابهم خصوصاً الذين يغلب عليهم طابع حب الاستطلاع وخوض التجارب ويكمن الخطر الفادح في طريقة الاعداد التي يتولاها في الغالب مجموعة من ذوي البشرة السمراء غير المؤهلين لذلك بالاضافة إلى مكونات السوبيا من الشعير والخبز والسكر والصبغات وخلافه والتي وجهت إليها أصابع الاتهام في حالة تخميرها لفترة معينة وتفاعلها كيميائيا وتحولها إلى مشروب (كحولي) يندرج ضمن المشروبات المحرمة شرعاً لتأثيره على صحة الانسان وعدم توافقه مع روحانية الشهر الكريم. شبهة في الجودة (الندوة) التقت ببعض المواطنين واستطلعت آراءهم حول الموضوع حيث ذكر المواطن عثمان السالمي ان الشبهة تدور حول هذا المنتج منذ عدة سنوات ولكنها لم تصل إلى حد اليقين مطالباً الجهات المختصة بإخضاعه لتحاليل مخبرية تضمن جودته وتقنين عملية البيع بطرق نظامية صحيحة بعيداً عن العشوائية التي تتميز بها البسطات المنتشرة بشكل ملحوظ. دعايات خادعة من جانبه أشار المواطن سامي العتيبي أنه لا يتعامل اطلاقاً مع هؤلاء الباعة لعدم ثقته في المنتجات التي يروجون لها ويرفعون من أجلها اليافتات المغرية التي تمت صياغة عباراتها بشكل يجعل المستهلك يأتي طوعاً للوقوع في حبائلهم. فيما يرى المواطن تركي محمد أن الزبائن قد يتمتعون بنوع ما من الوعي الذي يساهم في عدم تعاملهم مع منتجات الأماكن العشوائية والحرص على شراء منتجات المحلات التجارية المعتمدة رسمياً الواقعة في نطاق الرقابة مضيفاً إلى أن سعي الأطفال الحثيث خلف باعة السوبيا يدق ناقوس الخطر الذي يهدد صحتهم. إنزيمات وتفاعلات وأكد معلم مادة الكيمياء خضر الغامدي وإن اضافة السكر والنشويات ضمن مكونات مشروب السوبيا وتخميرها إلى درجة معينة يحدث تفاعلها مع الأنزيمات ويعطي في النهاية إلى تكون الكحول (سكريات + انزيمات= كحول ). مشيراً إلى أنه يحاول الابتعاد عن شرح ذلك التفاعل الكيميائي للطلبة داخل المدارس حرصاً عليهم من الوقوع في براثن الكحول التي تتنافى مع ما أمرت به الشريعة الاسلامية.