يعتزم الرئيس الأميركي جورج بوش الإبقاء على معظم القوات في العراق ونقل بضعة آلاف منها إلى أفغانستان، وهو ما أثار انتقادات سريعة أمس الثلاثاء من كبار الديمقراطيين وعلى رأسهم المرشح الرئاسي باراك أوباما الذي قال إن ذلك غير كاف لمحاربة تصاعد العنف بأفغانستان. وقال بوش الرئيس الذي لا يتمتع بشعبية ويخوض حربا لا تلقى تأييدا قويا في العراق إن انخفاضا كبيرا في العنف بمنطقة الحرب هذه سيسمح للجيش الأميركي بنقل مجهوده إلى أفغانستان حيث اعترف بأن هناك “تحديات هائلة”. وأوضح أن نحو 8000 من الجنود المقاتلين وأفراد الدعم سيعودون من العراق في فبراير عام 2009، وستتوجه كتيبة جديدة من مشاة البحرية ولواء مقاتل من الجيش إلى أفغانستان للرد على تصاعد هجمات من سماهم المتشددين الإسلاميين هناك.وقال بوش في جامعة الدفاع القومي “من أجل كل الأعمال الطيبة التي فعلناها في ذلك البلد من الواضح أن علينا أن نفعل المزيد كما تعلمنا في العراق فإن أفضل طريقة لإعادة الثقة للشعب هي إعادة الأمن الأساسي الذي يستلزم مزيدا من القوات”. وأي تغيير على نطاق واسع في عدد القوات الأميركية في العراق وأفغانستان سيترك لخليفة بوش سواء كان السناتور الجمهوري جون ماكين أو السناتور الديمقراطي باراك أوباما، حيث سيغادر بوش منصبه في يناير بعد انتخابات الرابع من نوفمبر. وجاءت قرارات بوش بعد نصائح من كبار المسؤولين العسكريين بمن فيهم وزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس الأركان المشتركة الأميرال مايك مولين والجنرال ديفد بتراوس قائد القوات الأميركية في العراق. وقال بوش إن بتراوس ترك الباب مفتوحا لسحب مزيد من القوات من العراق في النصف الأول من عام 2009 ولكنه أكد أن المكاسب هناك ما زالت “هشة ويمكن أن تتقوض”. وانتقد ديمقراطيون في الكونغرس بينهم نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب والسناتور جون كيري من قدامى المحاربين في فيتنام خطة بوش، وسوف تستمع لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ اليوم الأربعاء إلى إفادة مسؤولين عسكريين كبار بشأن حربي العراق وأفغانستان. وقال كيري مرشح الحزب الديمقراطي السابق الذي خسر الانتخابات أمام بوش عام 2004 إن إرسال لواء واحد إلى أفغانستان “غير كاف بشكل يرثى له مع الأخذ في الاعتبار الوضع المتدهور هناك وأقل بكثير من ثلاثة لواءات قال قادتنا في أفغانستان إنهم يحتاجونها عاجلا”. وقال أوباما الذي تعهد بسحب القوات المقاتلة من العراق خلال 16 شهرا من توليه منصبه إن خطة بوش تستغرق وقتا طويلا لنقل الموارد إلى أفغانستان ومنطقتها الحدودية مع باكستان التي يعتقد مسؤولون أميركيون أن أسامة بن لادن يختبئ فيها.