أعربت قيادة قوات حفظ السلام في إقليم دارفور غرب السودان عن قلقها العميق إزاء الاشتباكات الدامية التي وقعت في مخيم كلما للنازحين جنوبالإقليم، بين قوات حكومية ومتمردين في دارفور. وقالت مصادر مسؤولة إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ثلاثين شخصا، وإصابة مائة من سكان المخيم بجروح. بينما أشار شهود عيان إلى أن 42 شخصا لقوا مصرعهم في هذه الاشتباكات، كما أصيب سبعون آخرون. وأكدت مصادر حكومية أن الشرطة أوقفت “مجرمين مطلوبين” وضبطت أسلحة ومخدرات. من جانبهم اتهم المتمردون الحكومة بدخول المخيم بهدف إخلائه من سكانه، من جانبها أشارت القوة المشتركة إلى أنها توقفت عن تسيير دورياتها في المخيم، بعد أن طلبت منها قوات الأمن الحكومية المساعدة في البحث عن “أسلحة وأشخاص مطلوبين”. وقال المتحدث باسم القوة الأفريقية والأممية المشتركة “أوقفنا دورياتنا المنتظمة في كلما لأن البحث عن أسلحة أو أشخاص لا يدخل في إطار مهمتنا”. بدوره دعا المنسق المحلي للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في بيان خاص كافة الأطراف إلى ضبط النفس، وإقامة ممر إنساني على الفور حتى يتسنى إجلاء الجرحى. وفي سياق العنف في دارفور، جدد رئيس البلاد عمر البشير الاثنين اتهامه للحركات المسلحة في الإقليم، بالاستمرار في عمليات السلب والنهب المنظم. وقال خلال احتفال بتخريج دفعة جديدة من ضباط كلية القادة والأركان، إن هناك قوى خارجية تدعم الحركات المسلحة في دارفور بهدف إضعاف البلاد وسرقة ثرواتها. وفي تطور آخر دعا زعماء من قبيلتي المسيرية والرزيقات لوقف العنف بينهما تمهيدا لعقد مؤتمر مصالحة. ودعا المجتمعون الدولة لحفظ الأمن وإقامة حواجز أمنية بين طرفي النزاع بولايتي جنوب كردفان وجنوب دارفور. يُذكر أن الصراع على موارد المياه والمرعى كان سببا لاندلاع اشتباكات أسفرت عن سقوط أكثر من خمسين قتيلا من القبيلتين الأسبوع الماضي.