بعد موسم الحر القائظ صيف العام الحالي، وكل عام تقريباً في منطقة شبه الجزيرة العربية، يعود (سهيل) مبشراً بانتهاء فصل الصيف وحاملاً معه الجو اللطيف والمعتدل، وبرودة الماء. يذكر أن العرب سابقاً في شبه الجزيرة ربطوا رؤية (سهيل) بأساطير عديدة، منها أنه زوج (الجوزاء)، وهو أخو الشعريان، وهو زوج الشعري، وهو من فتيان اليمن، وغيرها، بل وحاك العرب الأشعار عن هذا النجم. ومن بين الأساطير التي تناولت (سهيل) تلك التي تقول إن (النجم سهيل قتل (نعش)، فحملت بنات ‘نعش' السبع في نعش.. حيث حملته أربع منهن، بينما كانت الثلاث الأخريات يمشين خلفه.. وكانت الأخيرة منهن (عرجاء).. وهن يعتقدن أن القاتل هو الجدي (النجم القطبي) وقررن ألا يدفنّ أباهن قبل أن يأخذن بثأره..)وتضيف الأسطورة أنه كان هناك نجمان اسمهما الحواجيز يمنعان بنات نعش من الوصول إلى الجدي، فظلت البنات السبع تدرن حول الجدي والحواجيز يفصلان بينهم). وخلال ذلك.. ظل (سهيل) خائفاً ومختبئاً لا يظهر إلا مرة كل شهرين ولفترة قصيرة) إلا أن الأسطورة الأكثر شهرة. تقول إن سهيلاً هرب من عشيرته بعدما تشاجر مع زوجته وقتلها.. وخوفاً من الثأر من إخوانها التجأ في جنوب السماء وحيداً لا يجاوره أي نجم.يذكر أن (نجم سهيل) تسهل مشاهدته في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، أما في النصف الشمالي حيث الجزيرة العربية تقع ضمن نطاقه فلا يظهر في سمائها باتجاه الجنوب إلا في أواخر أغسطس الجاري، وتحديداً في الرابع والعشرين منه، ويعني ظهوره بداية التغير الفصلي وانتهاء ريح السموم.