أعرب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عن استعداده للتعاون مع الحكومة اللبنانية في كافة الملفات، ودعا إلى حوار وطني يبحث إستراتيجية إعادة بناء الدولة وإنقاذ الوضع الاقتصادي متهما إسرائيل بتوجيه تهديدات لممارسة ضغوط على الحوار اللبناني المقرر انطلاقه الأسابيع القادمة. وفي كلمة متلفزة بمناسبة الذكرى الثانية لانتهاء حرب يوليو 2006 مع إسرائيل بثت مساء الخميس، طالب نصر الله القوى السياسية بمعالجة كل الأمور، والذهاب إلى حوار هادئ والابتعاد عن النبرة العالية في الخطابات، مشيرا إلى أن التهويل” سيؤدي لرفع الاحتقان في الشارع”. ووضع الأمين العام لحزب الله ركيزتين للحوار الوطني “الأولى إستراتيجية لإعادة بناء الدولة، وهذا لا يعني تعديل الطائف” معتبرا أن هذا البحث لا يقل أهمية عن مسألة مناقشة موضوع المقاومة وسلاحها. أما الركيزة الثانية فتتمثل بوضع “إستراتيجية وطنية لمعالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمالي للانتقال إلى وضع أحسن”. وفي هذا السياق أشار أمين الحزب إلى أن “لبنان يعاني من كارثة اقتصادية تعيش مع اللبنانيين في كل وقت، وعدم تحسينها يؤدي إلى انهيار كامل، والمسألة معقدة وليست سهلة، ويجب أن يتعاون الجميع في الوصول إلى القرار الصحيح”. كما رحب نصر الله بنتائج زيارة الرئيس ميشال سليمان إلى دمشق، واعتبر أن القمة السورية اللبنانية تؤشر لتغيير نوعي في العلاقات، ويجب التأسيس عليها، معربا عن أمله ألا يعرقل أحد هذه المسيرة “والروح الإيجابية ستكون قادرة على معالجة الملفات العالقة”. وحذر الأمين العام لحزب الله إسرائيل من محاولة اغتيال أي من قادة حزبه، قائلا “أقول للصهاينة، نحن لا نخافكم، نعرف أنكم تخططون لاغتيالات جديدة ولكن هذا لن يرجعنا إلى الوراء”. وأضاف: إذا اتحد الشعب اللبناني والجيش والمقاومة فإن الإسرائيليين لن يتمكنوا من تنفيذ تهديداتهم. ودعا نصر الله اللبنانيين إلى عدم الخضوع لما أسماه الابتزاز الإسرائيلي. ولكنه رفض التعليق على تصريحات تل أبيب بشأن تعزيز أسلحة حزب الله بقوله “لا يتوقع أحد أن نعلن أنه لدينا سلاح جديد أو ليس لدينا، فالأسرار جزء من قوة المقاومة”. وصدرت تصريحات متصاعدة عن مسؤولين إسرائيليين الأسبوع الماضي عن إمكانية حصول حزب الله على أسلحة متطورة، ومنظومة دفاع جوي تهدد طلعات الطيران الإسرائيلي في سماء لبنان. وأكد الأمين العام لحزب الله في خطابه أن تداعيات حرب يوليو ما تزال مستمرة سواء على المستوى الفكري أو السياسي أو العسكري الإسرائيلي، أو حتى على المستوى الإقليمي. وقال إن هذه الحرب تسببت في إقالة عدد من القيادات العسكرية في إسرائيل، كما أنها وراء انهيار شعبية رئيس وزرائها إيهود أولمرت الذي أشار إسرائيليون إلى أنه “مات في حرب لبنان لكنه دفن بعد عامين منها بفضائح الفساد”. كما أشار نصر الله إلى أن ما يجري من مفاوضات إسرائيلية سورية هو نتيجة هذه التداعيات “حيث تخلت إسرائيل عن سياسة التهديد واتجهت إلى سياسة التفاوض” مشيراً كذلك إلى “ارتباك إسرائيل في موقفها العدائي من إيران حيث لا تدري أتقدم أم تحجم”.