أعرب الرئيس الأميركي جورج بوش عن ارتياحه للاتفاق الذي أبرم بين بلاده ووارسو لنصب عناصر من الدرع الصاروخي الأميركي على الأراضي البولندية، وذلك بعد مفاوضات طويلة وإجراء واشنطن تحسينات على شروط الاتفاق في ظل تصاعد الأزمة الجورجية الروسية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض الأميركي دانا بيرينو إن “الرئيس مرتاح جدا لهذا التطور”. ولكنها دحضت الفكرة القائلة إن الدرع الصاروخي سيزيد التوتر بين واشنطنوموسكو بعد هجوم الجيش الروسي على جورجيا. وأشارت بيرينو إلى أن مشروع الدرع الصاروخي “لا يستهدف بأي شكل من الأشكال روسيا، من المستحيل منطقيا أن يستهدف روسيا نظرا لأنها قادرة على تدميره”. ولم تكن المتحدثة متأكدة من أن الجهود الأميركية للتعاون مع موسكو بشأن مشروع الدرع الصاروخي لا تزال قائمة بعد النزاع في جورجيا، ولكن مسؤولا كبيرا فضل عدم الكشف عن هويته قال إنها “لا تزال قائمة”. وهددت روسيا في السابق باتخاذ إجراءات مضادة ضد بولندا وجمهورية التشيك -وهما عضوان بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)- إذا وافقتا على استضافة أجزاء من الدرع الصاروخي الأميركي. وفي أول علامة على عدم رضا موسكو عن الاتفاق، قال وزير الخارجية البولندي إن نظيره الروسي سيرغي لافروف ألغى الخميس زيارة مقررة إلى وارسو يومي 10 و11 سبتمبر المقبل.وجاءت هذه التطورات بعدما أعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك لقناة (تي في إن) التلفزيونية على الهواء مباشرة أمس التوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن الدرع الصاروخي بعدما وافقت الأخيرة على مطلب وارسو الأساسي في نشر بطاريات باتريوت مضادة للصواريخ متوسطة المدى لضمان أمن بولندا. وقبيل توقيع الاتفاق قال تاسك “اتخذنا خطوة جريئة لا رجعة عنها”. وأعرب عن ارتياحه للحصول على ضمانات قانونية إضافية للتأكد من تدخل واشنطن لنجدة وارسو في حال تعرضها لعدوان. ووقع الاتفاق بالأحرف الأولى في وقت لاحق بمقر الخارجية البولندية أندريه كريمر نائب وزير الخارجية، وكبير المفاوضين الأميركيين جون رود. وينتظر أن يقر البرلمان البولندي الاتفاق ليصبح ساري المفعول. وبهذا التوقيع تكون واشنطن قد أكملت تجهيز الأسس الدبلوماسية والقانونية لنشر الدرع الصاروخي بأوروبا الشرقية، بعد أن وقعت الشهر الماضي اتفاقا لإقامة رادار متطور في التشيك يتصل بالمنظومة الصاروخية المعدة.