وجه الشبه بين انهيار الأسهم وغلاء الأسعار موجود في عدة صور فكل واحد منهما تضرر منه الناس ضرراً بالغاً.. وأصبحوا في وضع لايحسدون عليه لامن القريب ولا من البعيد.. وبالرغم مما يقال أن غلاء الأسعار مشكلة عالمية.. إلا أن كثيراً من الأمور التي غلا ثمنها ليس بالمستورد أبداً.. وانهيار الأسعار الذي حصل قبل عامين أيضاً لم يكن بسبب انهيار الاقتصاد العالمي وإنما بسبب انهيار اخلاق بعض المضاربين ممن يطلق عليهم (هوامير).. وغلاء الأسعار الآن يلعب فيها التجار (الجشعون) دور اللاعب الأكبر في لحظات (جشع) ستأكل الأخضر واليابس لدى بعض المواطنين (الغلابا).. وللأسف الشديد أن ذلك (حصل) والناس بدأت تدفع ثمن هذا الغلاء الفاحش الذي وصل نسباً قياسية حتى السلع (المدعومة) زاد سعرها بعد الدعم أكثر مما زاد قبل (الدعم).. انهيار الأسهم لازال وفي تصاعد وغلاء الأسعار لازال وفي تصاعد.. ولم تجد كل الحلول التي اتخذت من أجل وقف انهيار الأسهم بما في ذلك تغيير رئيس هيئة سوق المال.. وتم ايضاً تغيير وزير التجارة ولانتوقع أبداً أن تعود الأسعار إلى ما كانت عليه مع الوزير الجديد.. لأن الأيام علمتنا أنه لاتوجد سلعة مهما كانت درجة أهميتها زاد سعرها ثم عاد وانخفض.. ولهذا فنحن لسنا متوقعين (اطلاقاً) أن تعود الأسعار إلى سابق عهدها وقد يبدو أن هذا الأمر (مستحيلاً).. فكما أن الأسهم لم تعد لسابق عهدها فالأسعار لن تعود إلى سابق عهدها.. والتجار والهوامير لن يسمحوا لها بأن تعود إلى سابق عهدها. والضحية (المواطن) .. وسيئن المواطن كثيراً من غلاء الأسعار كما أنَّ كثيراً من انهيار الأسهم.. ولكنه سيرضخ سواء شاء أم أبى كما رضخ لانهيار الأسهم وعليه أن يكيف نفسه وأن يبدأ في تكوين مستودع صغير ليخزن فيه وبطريقة أجدادنا كيساً أو كيسين من الدقيق ومثلهما من القمح والسكر ومعهم كم صندوق شاي وكم كرتون زيت وأن يودع الرفاهية ويتركها لمن لم ولن تؤثر عليهم مثل هذه الزيادات والانهيارات فما لدى الواحد منهم (زادهم الله) يكفي ليسعد قبائل وجماعات وليس أفراد أسرته فقط.. وعلى الشريحة الأكبر من ذوي الدخل المحدود والفقراء والمساكين أن يشدوا الأحزمة ويربطوا على بطونهم ولامانع من العودة الى بعض الطرق المعيشية التقليدية والقديمة وأن يواسي نفسه بالمثل القائل (الفقر ماهو عيب) والحمد لله أولاً وأخيراً وإنا لله وإنا إليه راجعون. آخر السطور يقول الشاعر جميل صدقي الزهاوي: الأقوياء بكل أرض قد قضوا أن لاتراعي للضعيف حقوق