رهن المرشح الجمهوري المفترض للانتخابات الرئاسية الأمريكية، جون ماكين أمس دعمه لجدول ال16 شهراً لسحب القوات الأمريكية من العراق، التي رسمها غريمه الديمقراطي، باراك أوباما، بأمان الأوضاع على واقع الأرض. وقال ماكين أمس الأول إنه لن يتمسك ب(الجداول الجادة والصارمة) التي اقترحها منافسه الديمقراطي. وأردف مؤكداًً: (إذا كان ذلك يتوافق مع ال16 شهراً أم لا، الحقيقة أنه (الانسحاب) يجب أن يكون مشروطاً، وهذا ما يسعى الجنرال بتريوس لتحديده). ومجدداً أكد دعمه للغزو الأمريكي للعراق قائلاً: (حقيقة تصميم صدام حسين لحيازة أسلحة دمار شامل.. أعتقد أننا قمنا بفعل الصواب). إلا أنه عاد ليستدرك: (أعتقد أنه كان إخفاقاً استخباراتياً هائلاً من جانب الولاياتالمتحدة وكافة الدول الأخرى بشأن إذا ما كانت بحيازته أم لا). وأقر ماكين باعتقاده، في بادئ الأمر، أن الولاياتالمتحدة ستحقق (نصراً سهلاً) في العراق. وذكر أن تبني الإدارة الأمريكية لإستراتيجية خاطئة كادت تؤدي لفشل وخسارة الحرب هناك، وأضاف منوهاً: (وعندما قلت لدينا هذه الإستراتيجية الجديدة وساندتها، عندها قال الناقدون السياسيون بأن مستقبلي المهني قد انتهى). وكان باراك أوباما، قد أعلن من العاصمة العراقية مؤخراً إنه وجد (إجماعاً قوياً ينبثق بشأن إعادة نشر القوات الأمريكية المقاتلة خارج العراق) حيث أشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لسيناتور ألينوي عن أمله في سحب القوات الأمريكية في ظرف عامين. وذكر أن أمام الولاياتالمتحدة فرصة إستراتيجية لبناء نوع جديد من الشراكة مع العراق، لإعادة تركيز السياسة الخارجية إلى عدد من التحديات الأخرى الملحة حول العالم، من بينها عودة تنظيم القاعدة وطالبان في كل من أفغانستان وباكستان. ويشار إلى أن المرشح الديمقراطي المفترض وضع إنهاء حرب العراق ضمن سلم أولويات سباقه التاريخي نحو البيت الأبيض. وسبق وأن وصف الحرب هناك بأنها (تشويش) للإدارة الأمريكية عن هدفها الرئيسي بملاحقة تنظيم القاعدة في سياق الحرب التي أعلنتها واشنطن على الإرهاب. وهاجم ماكين غريمه الديمقراطي حول تصريحه هذا خلال المقابلة قائلاً (ما لا يفهمه السيناتور أوباما أن الجميع مترابط هنا.. إذا خسرنا حرب العراق، فسنواجه مشاكل أعظم في أفغانستان).