تمهيداً لإطلاق وجبتها الرمضانية الدسمة من المسلسلات والبرامج المتميزة، بدأ تلفزيون (الراي) في الأيام الأخيرة عرض مسلسلين مشوقين للغاية هما (نقش الحنة) و(أولاد الليل). وسيلتقي المشاهدون مع الدراما الخليجية (نقش الحنة) التي تعرض حصرياً على تلفزيون (الراي) التي قام بانتاجها عن قصة للفنانة الموهوبة أسمهان توفيق التي تقوم ببطولته بنفسها إلى جانب طيف ومريم الصالح ومرام وأحمد إيراج ويخرجها رمضان علي، يومياً في الساعة الحادية عشرة مساء ويعاد عرضها في الخامسة عصراً بتوقيت الكويت. ويغوص مسلسل (نقش الحنة) في أعماق المجتمع الخليجي بكافة طبقاته وطوائفه، حيث يروي قصة شقيقتين في منتصف العمر هما فاطمة وحبيبة تعيشان بعيداً عن بعضهما البعض منذ عدة سنوات. وعلى الرغم من أن لكل شقيقة حياة مختلفة تعيشها بكل تفاصيلها المتفردة عن حياة شقيقتها، إلا إن المعاناة وضيق الحال والكد والتعب شكلت أهم السمات الرئيسية المشتركة في حياة كل منهما. عانت فاطمة، وهي الأخت الأكبر التي تعيش في الخمسينات من عمرها، مبكراً بعد أن رحل عنها زوجها في سن مبكرة وترك لها ثلاثة أبناء: ولدان وبنت، وكان عليها أن تكد وتتعب وأن تتحمل ضيق الحال وضنك العيش من أجل أن تربي أولادها الثلاثة أفضل تربية مستعينة في ذلك بالقيام ببعض الأعمال اليدوية البسيطة إلى جانب الإعانات التي كانت تتلقاها من أهل الخير والبروالتقوى والإحسان بالإضافة إلى بعض الخدمات التي كانت تقدمها باستمرار لسيدات البيوت الثرية. نجحت فاطمة بشكل لافت في مهمتها حتى بلغ الولدان مبلغ الرجال وصارت البنت فتاة جميلة في مقتبل العمر، حيث بدأت المفاجآت تتوالى على أحداث هذا العمل الدرامي الضخم. أما حبيبة، الشقية الأصغر، فلقد خيم الغموض الشديد على قصة حياتها منذ البداية فهي تعيش في ظل سر كبير يطغى عليها. تعمل حبيبة وتكد ليل نهار من أجل أن يصبح ولدها الوحيد طبيباً كما كانت تتمنى دائماً وهو ما تحقق بالفعل بعد أن وفرت له كل سبل النجاح من خلال عملها فرّاشة في إحدى مدارس البنات الابتدائية صباحاً وقيامها بنقش الحنة للعرائس وسيدات المجتمع المخملي مساء. ومع مرور الحلقات ينكشف السر ويعرف المشاهدون من خلال مجموعة من الأحداث أن حببية كانت متزوجة من شاب ثري للغاية، إلا أن الفروق الطبقية والاجتماعية والأحقاد المتراكمة لدى البعض جعلها تنفصل عن زوجها لتبدأ حياة الكفاح والمعاناة من أجل أن تحقق أمنتيها في ولدها. وتغوص الخطوط الدرامية العديدة والمتنوعة في هذا المسلسل في بحور من التشويق والإثارة حيث تبرز عدداً من القضايا الإجتماعية المهمة مثل تعذيب الأطفال على يد زوجات الآباء وما يترتب عليه من ترسبات سلبية في عقول هؤلاء الأطفال عندما يكبرون والأضرار التي تنتج عن ذلك. كما يتعرض المسلسل لقضايا الشروع في القتل من باب الثأر والانتقام وصراع المريض مع مرضه وكيفية تعايشه وتعامله معه. وفي وسط كل هذه الدراما المؤثرة، لن يخلو المسلسل من الجانب المشرق للحياة مثل الحب والوفاق وكثير مما يحدث خلف أسوار كل البيوت قلمت بصياغتها الكاتبة أسمهان توفيق بكل دقة واقتدار ووضوح لتصل أبعاد المسلسل المختلفة إلى عقول وقلوب كل المشاهدين بسهولة ويسر. أما المسلسل المصري (أولاد الليل)، فهو دراما إجتماعية تبحث في طغيان المصلحة الخاصة على المصلحة العامة حتى لو كان ذلك على حساب أشد المقربين. وتدور أحداث المسلسل الذي يقوم ببطولته الممثل السوري جمال سليمان إلى جانب الفنانة غادة عبدالرزاق وأحمد راتب وعلاء مرسي وسعيد عبد الغني وغيرهم من نجوم الشاشة المصرية، حول سعيد أبو المكارم وهو رجل قوي الشكيمة يعش في الثلاثينات من عمره تربى في كنف عمه سلطان أكبر تاجر في سوق التحف والأنتيكات وهي تجارة كان يتخذها أحياناً ستاراً لأعمال تهريب غير قانونية. ولقد كان على أبو المكارم أن يحكم قبضته على السوق وإخضاع التجار الآخرين لسلطته، في الوقت الذي كان عليه فيه أيضاً أن يصون سر عمه وأن يعمل على أن يحمي مصالحه بعيداً عن متناول السطات القانونية. تدور أحداث المسلسل الذي أخرجته السورية رشا شربتجي في مدينة بورسعيد حيث تتداخل العلاقات الشخصية بالمصالح التجارية وحسابات السوق، وتبرز حلقاته عدة علاقات عاطفية تجمع بين شغف الحب والحرص على المصالح المادية المختلفة.