ما تضمنه إعلان مدريد الذي صدر في ختام المؤتمر العالمي للحوار بين اتباع الرسالات السماوية والحضارات الانسانية يشكل في مجمله صحوة كبرى باتجاه تفعيل الحوار وفق ما كان يدعو لذلك دائماً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، حيث أكد إعلان مدريد صراحة على رفض نظريات حتمية الصراع بين الحضارات والثقافات، وفي هذا تأكيد على ما كان يدعو إليه خادم الحرمين حتمية تفاهم الحضارات بدلاً من تصادمها، لأن التفاهم من شأنه أن يبعد النزعة التصادمية ويضرب أكثر وأكثر نحو التعارف والتآلف عبر الوسيلة الحضارية (الحوار). اذن تفاهم أسلوب الحضارات أسلوب متقدم طرحه خادم الحرمين وأمن عليه بالأمس مؤتمر الحوار العالمي في إعلان مدريد، وتأكيداً لهذه الحقيقة جاء إعلان مدريد ليؤكد على أن التنوع الثقافي والحضاري بين الناس آية من آيات الله، وانطلاقاً من هذا التعريف فإن التنوع دافع الى مزيد من التعارف والتفاهم وبالطبع عبر الحوار وليس في ذلك ما يدفع الى الاقتتال والاحتراب ولهذا عزز مؤتمر مدريد من خاصية التفاهم والحوار بين الثقافات المتنوعة لتنصهر في بوتقة الحوار من أجل مصلحة الإنسانية ومن النقاط التي أكد عليها إعلان مدريد أهمية الدين والقيم الفاضلة ورجوع البشر الى خالقهم في مكافحة الجرائم والفساد والمخدرات. فالديانات السماوية ورغم اختلاف شرائعها إلا أنها تعزز قيماً مشتركة وأخلاقاً فاضلة نبيلة من شأنها أن تساهم في خدمة البشرية وانقاذها من الأزمات والمخاطر التي تحيط بها وتتهددها.