رحب عدد من الشخصيات العربية والأوروبية بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله بالدعوة إلى المؤتمر العالمي للحوار الذي تنطلق أعماله اليوم الأربعاء في العاصمة الاسبانية مدريد. وشددوا على أهمية هذه المبادرة خاصة في الحقبة الحالية التي يشهدها العالم والتي تستوجب مزيدا من الجهد للتقارب بين الأمم والشعوب وبسط أسس حوار هادف وبناء. وقال رئيس مكتب الجامعة العربية في بروكسل السفير عبد الوهاب دربال (إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين على قدر كبير من الأهمية وتحمل دلالات ستكون بالغة الأثر في المستقبل القريب لكونها ترسم الطريق الصحيح والواجب إتباعه لإقامة آلية سليمة وعادلة ومتوازنة في الحوار المنشود). وأضاف دربال أن المؤتمر يجب أن يكرس عددا من المبادئ التي طرحها خادم الحرمين الشريفين وقال( إن المملكة العربية السعودية تقدم نموذجا متقدما للحوار). من جهة أخرى أشاد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بروكسل المهندس عبد الله المعلمي بمبادرة خادم الحرمين الشريفين وشدد على أهميتها بالنسبة للدفع بحوار فعلي ومثمر بين الأمم والشعوب. وقال (إن هذه المبادرة تتزامن مع إعلان الاتحاد الأوروبي عام 2008 عام الحوار وأن مبادرة المملكة بالدعوة إلى مؤتمر مدريد تعد مساهمة فاعلة في إطار الجهود المبذولة لإقامة حوار بناء في هذا الاتجاه) . وشدد المعلمي على أهمية إدراك عمق وفحوى المبادرة السعودية وأن الحوار يجب أن يكون مبنيا على التعددية وقبول رأي الطرف الآخر والإقرار بأنه لا يوجد نمط واحد لثقافة الإنسان وأن التعددية الثقافية هي عامل إثراء إذا التزم كل طرف باحترام الطرف الآخر. وأعرب عن أمله في أن يحدث مؤتمر مدريد نقلة نوعية فعلية على آليات الحوار بين أتباع الأديان والثقافات لصالح تعايش دولي أفضل ونبذ الكراهية ومسببات العنف. من جهة ثانية تتابع الأوساط الأوروبية في بروكسل باهتمام كبير المؤتمر العالمي للحوار وترى أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة إلى هذا الحوار تعد عاملا يجب أن يحظى بالتأييد والدعم الضروريين. وقال مصدر في المفوضية الأوروبية في بروكسل (إن الجهاز التنفيذي الأوروبي يدعم كافة جهود تفعيل الحوار ووضع من أوليات تحركه هذا العامل الحيوي). وأكد أن المفوضية تنظر بارتياح كبير لمبادرة خادم الحرمين الشريفين وستتابع عن كثب أعمال مؤتمر الحوار في مدريد وتعتبره قيمة إضافية فعلية ضمن الجهود المبذولة لحفز التفاهم والتعايش على قواعد الاحترام والمنافع المشتركة. من جهته أكد روبرت انسيو أستاذ الحضارات الشرقية في جامعة بروكسل الحرة أهمية مؤتمر مدريد وقال : إن المبادرة انطلقت هذه المرة من المملكة العربية السعودية وفي خطوة تجسد حرص المملكة الفعلي والعملي على دعم الحوار بين أتباع الأديان وهو حوار يبدو العالم بأمس الحاجة إليه . وأضاف أن انعقاد المؤتمر في حد ذاته هو نجاح للتوجهات التي تدعو إليها المملكة العربية السعودية لترجيح كفة التفاهم والتعايش والتسامح ونبذ التطرف والدعوة إلى أن يلتزم الجميع بجملة من المعايير الضرورية لضمان مثل هذا التعايش . وأكد أن على كل مجتمع أن يحترم قيم المجتمعات الأخرى وهو ما يجب أن يرسمه مؤتمر مدريد.