يظل الجشع مسلكاً مرفوضاً عند جميع الشرائح البشرية وبكل أنواع ومسميات هذا الجشع الذي يندرج تحت عنوانه الشامل أضرار غير محببة وحسب درجة هذا الضرر يتم الرفض من الجميع ، ولذلك يجب إبعاد الجشع عن كل حق هام ومهم يخص السواد الأعظم من الناس مثل الصحة والتعليم والغذاء وغير ذلك وهذا يبرر لنا طرح موضوع اليوم حول ما تمارسه المستشفيات الخاصة لدينا التي أصبحت تستهدف في نشاطها اليومي الكسب المادي فقط، وهذا ينتج عنه ضعف مخيف في خبرات وجدارة الكوادر الطبية والفنية لديها مما يعكس مستوى سيئاً في المسار العلاجي وأخطاء في التشخيص ولدي أدلة ضد مستشفيات دخل إليها مرضى وهم في حالة جيدة ويسيرون إلى هذه المستشفيات على الأقدام وخرجوا منها وهم فاقدو الوعي والحركة ونقلوا إلى مستشفيات رسمية من أجل انقاذ ما يمكن انقاذه مع وجود أخطاء في إعطاء العلاج المكثف بهدف زيادة الفاتورة وهذا يسبب أضراراً جانبية ومع هذا يتم الاصرار من قبل المستشفى على دفع الفاتورة الخيالية المبلغ ، كل هذا يعجل بفقدان الثقة للمرضى في خدمات هذه المستشفيات ولا زال هذا المسلك من بعض المستشفيات الخاصة مستمراً ما يتطلب سرعة معالجة هذا الوضع من أجل المحافظة على صحة الجميع لأن أخطر شيء في الحياة هو التلاعب بالصحة ورغبة الجميع هو وجود إتقان مميز في العمل الصحي ، لأن في ذلك مصلحة مشتركة إلى الأهداف السامية في الأداء الخدمي الأول ، وهذا يؤكده اهتمام جميع الشعوب في مجال تأهيل الكوادر الطبية بشكل عال يحدده مجال المهنة التي يجب أن تخلو من الأخطاء البشرية والمهنية، لأن وجود خطأ طبي يتعلق بحياة المريض وعليه يجب أن يكون الطبيب حسب قسمه عند تخرجه عندها يؤدي القسم المسمى (قسم ابقراط أبو الطب) الذي أصبح موجوداً منذ الأزل حتى الآن وهذا ما ينبغي العمل به بكل دقة والصحيح ، أن الخير لا يزال موجوداً من خلال وجود بعض من صفوة طبية من الأطباء المخلصين في مواقع شتى لذلك لا يمكن لنا التعميم ولكن جميع المفاسد تحصل نتيجة السعي وراء المادة التي ربما تضر بالضمائر وتفسدها وعليه يجب المتابعة الدقيقة لكبح جماح كل منحرف وبخاصة في مجال الخدمات الطبية ذات العلاقة المباشرة بحياة الناس والوصول إلى توازن مقبول بين الاستثمار التجاري والخدمات الصحية التي تستهدف رواد هذه المستشفيات والتي يجب أن يتوفر فيها الجودة والإتقان مع الجانب المادي الميسر والذي يراعي قدرة أكثر الناس المالية لأن هذه المستشفيات الخاصة وطنية وعلى جميع أبناء الوطن المشاركة الفاعلة من أجل الوطن وسمعته وحق المواطن في خدمة ميسرة ومتقنة هى الهدف والغاية عند إنشاء أي منشأة صحية وهذا ما نجده في شروط ترخيص هذا المستشفى فهل يتم متابعة هذه الشروط من قبل وزارة الصحة بدقة بدون مجاملة ومحسوبية أظن أن هذا لم يتم ولا نعرف الأسباب فمثلاً نجد مستشفيات خاصة تبيع أدوية من داخلها بأسعار كبيرة تفوق المماثل لها في صيدليات أخرى عشرات المرات ويجبر المريض على شراء هذه الأدوية من داخل المستشفى اضافة إلى عمل فحص غير مبرر للمريض مثل الأشعة والتحاليل المخبرية وغير ذلك مع وجود أسعار مختلفة في الكشف الطبي بين مستشفى وآخر كما أن بعض المستشفيات والمراكز الطبية ترفض اسعاف الحالات الطارئة المستعجلة وغير ذلك و?أرجو أن لا يفهم من طرحي لهذا الموضوع تحاملي على هذه المستشفيات إنما ألتمس تصحيح المسار بعد مشاهدة هذا الوضع عن قرب في أكبر هذه المستشفيات الخاصة بجدة عندما دخلت قريبة لي في مستشفى .... وهي واعية وتسير على قدميها وبعد ثلاثة أيام في المستشفى المذكور فقدت الوعي وعندما كشف عليها أحد الاستشاريين السعوديين من خارج المستشفى وجد أن التشخيص خاطىء وأعطيت علاج أثر عليها وأخرجت من المستشفى الذي قدم فاتورة بمبلغ كبير وأصبح علاجها الآن يهدف إلى تقليل خطورة ما أخذته من علاج خاطىء وبعد عشرة أيام وهي في غيوبة أصبحت الآن تتحسن ولله الحمد ، هذا ما أردت التذكير به ولنا ثقة تامة في معالي وزير الصحة الذي عرف عنه التجاوب مع الحق والحقيقة وما أقوله هو كان الله في عونه من أجل بناء استراتيجية قادمة في المجال الصحي بدعم من حكومتنا الرشيدة التي تطلق شعار الصحة والتعليم للجميع مجاني ، والله الموفق والهادي إلى طريق السلامة.