يبدو أن الحديث عن المطوفين ومؤسساتهم وأدوارها غدا مادة دسمة لكل من هم بالكتابة ووقف على المنبر مخاطبا من حوله معتبرا أن ما قدمته كافة القطاعات الحكومية من خدمات وجهود أثمرت عن نجاح باهر لا نظير له خلال موسم الحج دون أن يتطرق للاختناقات المرورية أو ظاهرة الافتراش أو حتى تدفق المخالفين لنظم الحج الى مكةالمكرمة لأن من يتولى مسؤولية هذه الاعمال هي قطاعات حكومية والإشارة اليها بسلبية يعني خروج عن المألوف !. ولذلك بتنا نرى أن ما يسجل عن ظاهرة الافتراش والمخالفين لنظم الحج سواء من داخل المملكة أو المعتمرين المتخلفين عن السفر تعود أسبابه لمؤسسات الطوافة التي لم تسع للقضاء عليها كما وأن تدني مستوى النظافة والاختناقات المرورية عائد أيضا لمؤسسات الطوافة. ومثل هذه الاقاويل والترددات هي ما جعلني أقول بأن الكثير ممن يتحدثون عن قضايا الحج وخدمات الحجاج بعيدون كل البعد عن الواقع العملي وهذا ما اتضح فيما تناوله ويتناوله البعض من كتاب الصحف الورقية والالكترونية بين آونة وأخرى حتى أن البعض منهم جرد المطوفين من هويتهم الوطنية بقوله “ بتجاوز مؤسسات طوافة ، لا حسّ مسؤولية لديها ولا روح وطنية ، فينسف هؤلاء بتقاعسهم وبلادتهم وتجاوزهم ، صورة إيجابية زاهية لجهود خرافية “. ولا أعرف ماهي تجاوزات مؤسسات الطوافة هذه فهل غدت مؤسسات الطوافة مسؤولة عن تنظيم حركة السير والخطة المرورية تعتمد على اغلاق الكباري كما هو الحال لكوبري الملك فيصل الذي نرى مخارجه وقد اغلقت كليا خلال موسم الحج وفقا للخطة المرورية !. وبين كلمات سجلت وأخرى لم تسجل نجد من يطالب بعقاب المطوفين. وكم نتمنى ممن يتناولون قضايا الحج وخدمات الحجاج أن يكون رأيهم واضحا دون تحيز لطرف دون آخر وأن يوضحوا بأن دخول اعداد كبيرة الى مكةالمكرمة دون حصولهم على تصريح الحج يستلزم التحقق والتحقيق لمعرفة كيفية وصولهم دون تصريح. وأن وجود أعداد من السيارات التي تقل حمولتها عن 25 راكبا بالمشاعر المقدسة يعد مخالفة صريحة وواضحة لخطة السير فكيف تسربت هذه السيارات الى المشاعر المقدسة ؟. وان أردنا توجيه نقد لجهة أو مؤسسة ما نتيجة لاعمالها خلال موسم فعلينا أن نكون ملمين للدور والأدوار التي تؤديها هذه الجهة أو المؤسسة لا أن نبني اتهاماتنا دوما على مؤسسات الطوافة والمطوفين كبش الفداء الذي ينبغي أن ينحر حتى أن البعض اعتبر بأن تدني مستوى النظافة بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة مسؤولية مؤسسات الطوافة !. وليت وزارة الحج تسعى من جانبها لإيضاح حقيقة مهام ومسؤوليات مؤسسات الطوافة فهناك من يجهلون الفرق بين مؤسسات الطوافة ومؤسسات حجاج الداخل. كما يجهلون الفرق بين المعتمرين المتخلفين عن السفر والمقيمين غير الحاملين لتصريح الحج والمواطنين غير المسجلين بمؤسسات حجاج الداخل والذين شكلوا السبب الرئيس لمشكلة قطار المشاعر.