أعلنت منظمة التعاون الإسلامي عن عقد دورة خاصة خلال الاجتماع المقبل لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بالمنظمة الذي سينعقد في جيبوتي من 15-17 نوفمبر 2012م بشأن التطورات الأخيرة في ميانمار التي تعرضت فيها العديد من قرى المسلمين الروهينغيا إلى هجمات من مجموعات من البوذيين مما اضطر الآلاف للفرار . وقالت المنظمة في بيان لها أمس إنها تعمل في الوقت نفسه على تعبئة الجهود من أجل أن يتم بحث قضية الروهينغيا المسلمين في مجلس الأمن الدولي. حيث ترى منظمة التعاون الإسلامي أن العنف المتعمد والممنهج ضد المسلمين الروهينغيا تطهيراً عرقياً ويجب النظر فيه على أعلى مستوى من طرف المجتمع الدولي . وأضافت أن قرى الروهينغيا في ولاية راخين تعرضت خلال الأيام الماضية لهجمات منسقة من طرف ما يسمى بلجان الأمن الأهلية المتمثلة في مجموعة من البوذيين من ولاية راخين وإن صور الأقمار الصناعية لقرى الروهينغيا التي لحقها دماراً كلياً لا تبقي مجالاً للشك بشأن ما حدث فعلا. وقد أفادت مصادر من الروهينغيا بأنه ما بين 21 و26 أكتوبر 2012 قد تم حرق ما يربو عن 30 قرية من قرى الروهينغيا و5.086 منزلاً من قرى كياوك فيو، وكياوك تاو، ومينبيار، ورمبراي وباوكتاو ومياوك يو في ولاية جنوب راخين . وأضافت أنه هرباً من هذا العنف، فإن هناك نحو 9.000 من الروهينغيين هم في البحر وفي الغابات وفي العراء دون أكل أو الضروريات الأساسية. وإن هناك أصلاً نحو 70.000 من الأشخاص المشردين داخلياً من الروهينغيا في المخيمات قبل اندلاع أعمال العنف الأخيرة. وجاء في البيان أن المنظمة تواصل جهودها لإيصال المعونات الإنسانية إلى الضحايا المتضررين من العنف من خلال المنظمات غير الحكومية بالرغم من الإعلان الذي أعلنته حكومة ميانمار مؤخراً بأنها سوف لن تسمح لمنظمة التعاون الإسلامي بفتح مكتب للتنسيق الإنساني في ولاية راخين وإن هذا الإعلان جاء مخيباً لآمال منظمة التعاون الإسلامي نظراً لأنها قد وقعت اتفاقاً مع الحكومة لفتح المكتب. وأكدت منظمة التعاون الإسلامي أنها لا تزال نشطة جداً ومنهمكة في محاولة إيجاد حل لمحنة الروهينغيا المسلمين. ولقد اعتمدت قمة مكة التي عقدت يومي 14 و15 أغسطس 2012 قرارات توفر إجراءات ملموسة يمكن تنفيذها، بما في ذلك توفير الدعم المالي، وتعيين مبعوث خاص لمنظمة التعاون الإسلامي . وقد قام الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلي، بإرسال وفدين رفيعين إلى ميانمار لتقصي الحقائق، حيث اجتمعا مع رئيس ميانمار ومسؤولين سامين وأفراد من المجتمع المحلي في ولاية راخين. كما أرسل إحسان اوغلى رسائل إلى كل من رئيس ميانمار ثين سين، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي وإلى الحائزة على جائزة نوبل للسلام من الأممالمتحدة أونغ سان سو كي رئيسة الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية في ميانمار.