شعوب العالم تفتخر باعيادها ، تنتظرها وتستعد للاحتفال بقدومها وهي تعني لها الامجاد والروابط ذات الصلات المتلاحمة والمتصلة والتي تخلد ذكرى ماضيها العريق ومحله وتراث ثقافتها وعبق أهله الذين هم بالنسبة لابنائهم واحفادهم ومن سيولد بعدهم الارث الثمين والنفيس ويحريصون على دوامه وابقائه بصحائف التاريخ يشار بها اليهم برقيهم وحضارتهم المفعمة بالشموخ والعز المجسدة والمبهرة للامم الفاضلة والنبيلة والتي تربطهم باصولهم السامية العظيمة لأفضل الخلق واغلاهم مكانة وانسانية تسطر واقعهم وانماط حياتهم على مدى العصور والازمان وليضيفوا لها المزيد بعقولهم النيرة وتبقيهم اسيادا للعالم الماضي والحاضر والمستمر وتجعلهم أوفى الاقوام والبشر ، كيف لا فهم من أمة خير الخليقة سيد الأولين والآخرين الرسول الأمين صلوات الله وسلامه عليه المبعوث بأمر معبوده ليكون نبراساً وداعياً وهادياً لعبادة ربه والرحمة المهداة ليخرجهم من دياجى الظلام والشرك وعبودية الاصنام والاوثان وأصحاب البدع لأهل النور والعز والكرامة وجنة النعيم الثرمدي . انه عيدهم وهنيئاً لهم من عيد يخضعون فيه لمعبودهم الواحد الاحد والفرد الصمد والذى لا اله الا هو علا شأنه ونفذ حكمه العليم الخبير . ناداهم سبحانه وتعالى لاقدس وأطهر أرضه مهبط الوحي والرسالة المحمدية الراسخة وبيته المعمور ضيوفاً ميامين وعباداً صالحين ليحجوا ويسبحوه وليمجدوه في أيام معدودات ليتجلاهم بمغفرته ويشملهم بطيب عطفه وجنانه وليؤدوا نسكهم ويتطوفوا بالبيت العتيق غاية ومنى كل مؤمن ومسلم ليفد إليه ليطهر نفسه من الذنوب والخطايا والآثام ويعود كيوم ولدته أمه خالياً بلا خطايا أو ذنوب , الهى ما اعظمك جل جلالك . في حبك ولتسبيحك ومناجاتك تجمعوا تعلو أصواتهم الله اكبر ولا إله سواه الله اكبر ولله الحمد , لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك , الهى ما ارحمك وما احوج عبيدك للسجود والركوع وتقديسك انهم فقراء ضعفاء عراة حفاة قطعوا المسافات الطوال وتخلوا عن الديار والأوطان وهجروا احبابهم وتركوا أموالهم وأبناءهم لتلبية النداء للقياك فاصفح عنهم واجبر كسرهم واغفر لهم وارحمهم فلا رب لهم غيرك يقصدونه أو مجيب فيتوسلوا إليه ويحبهم بلطفه ورعايته ويرأف بهم ويقضي حاجاتهم ومطالبهم . اتوك أجناساً بلغات مختلفة ولهجات وشعوب متعددة ولكن بقلوب مليئة بالايمان لذاتك والوهيتك فجدت عليهم بالفضائل والكرامات والمحبة والتآخي وعيد مبارك يحفهم بروحانيتك وفيض آلائك وهباتك أكل وشرب وأفراح وعبودية لك وحدك , انه عيدهم الأكبر أجل فكلهم متيقنون بوجودك وبصدق وعدك وعطفك عليهم ربي اغفر وارحم وانت ارحم الراحمين . مولاي يا اعظم من سئل فاغدق واعط, بارك لهم عيدهم واعدهم لوجهاتهم سالمين غانمين انك على كل ما تشاء قدير وبالاجابة لآمالهم وتوسلاتهم مجزل ومجيب وجدير.