ما أشار إليه وزير الخارجية العراقي من أن بغداد عازمة على اخضاع الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا للتفتيش يمثل موقفاً متقدماً للعراق بعد أن واجه العراق في الفترة الماضية اتهامات عديدة بأنه يسهل انتقال السلاح والمقاتلين إلى سوريا بدعم من إيران .. وتؤكد هذه الاتهامات المواقف الإيرانية المعلنة في دعم النظام السوري ، هذه المواقف التي لم تعد خافية لن تجد التطبيق بالطبع الا من حلفاء إيران. ولكن تصريح وزير الخارجية العراقي يمكن الاشارة إليه كنقطة تحول نحو الواقعية والبعد عن دعم نظام مشكلته في الأساس مع شعبه ويجيء هذا التغيير في الموقف العراقي بعد انتقادات حادة وجهت لحكومة المالكي في أنها تساهم في دعم نظام الأسد من غير تحفظ .. المهم بعد هذا التصريح الايجابي من الوزير العراقي أن يكون هناك جهد حقيقي لتنفيذ هذا الموقف. ورغم أن إيران قالت إن هذه الشحنات عبارة عن مساعدات إنسانية ، فإن هذا الزعم في ظل الموقف الإيراني المعلن لا يمكن الثقة فيه. فبعض المسؤولين الإيرانيين قالوا إن قوات الحرس الثوري موجودة في دمشق ورغم انهم سارعوا إلى النفي إلا أن ما جاء من تصريحات بعدها يؤكد ذلك. المهم أن تقوم الحكومة العراقية بواجبها في عدم إذكاء أوار الحرب ودعم نظام يواجه شعبه.