شدد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركى على أن الرابطة لا تتدخل في الشأن السياسي لأي دولة ويهمها أن يأخذ المسلمون حقوقهم في تطبيق شعائر الدين الإسلامي وفي توفير حقوقهم الاجتماعية والتربوية والإنسانية ، كما أن أي أقلية غير مسلمة في أي مجتمع مسلم من حقها أن تتاح لها فرصة الحياة الآمنة وأن تأخذ حقوقها في مختلف مناحي الحياة. جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها امس في حفل اختتام الندوة العالمية” الدين وبناء السلام في دول آسيان “ التي نظمتها الرابطة في العاصمة التايلاندية وذلك في قاعة جامعة جالا بولاية فطاني جنوبي تايلاند ، مؤكداً أن الدين الإسلامي ضد العنف وضد الاعتداء على الأنفس والأموال والممتلكات. وأكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم وللإسلام يعد أنموذجاّ سيئاً يجب على الحكومات والمنظمات الدولية أن تتخذ الوسائل الصحيحة القانونية والتنفيذية في مواجهته ، كما يحق للمسلمين أن يدافعوا عن دينهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم ، مشيراً إلى قناعة المسلمين بأن الإسلام رسالة خاتمة وأنها رحمة للعالمين هذا لا يتعارض مع تعاونهم مع الآخر ومع استماعهم إلى غيرهم ليفهم كل طرف ما لدى الآخر وأن يتعاون المجتمع في المشترك الإنساني وهناك أمور مشتركة بين أتباع الأديان والثقافات. ونبه إلى أهمية أن يفهم الجميع أن الرسالات الإلهية أصلها واحد وأنه لا خلاف بينها في الأصول وهذا أمر أساس قد تختلف فيه الفروع باختلاف البيئات والأزمنة والظروف ، مبيناً أن المشكلات تأتي من أتباع الأديان قد يخطئون في الفهم وقد يستغلون الدين لمصالح لم يأت الدين لأجلها سواء كانت مصالح سياسية أو شخصية أو اجتماعية. وأكد أهمية أن تفهم الدول والحكومات والمؤسسات الرسمية أن الدين رسالة إصلاح وينبغي أن يراعى وتراعى رموزه ولا يساء إلى رموز أتباع الأديان. وقال الدكتور التركي : إن مبادرة خادم الرحمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - للحوار ركزت على التعاون في المشترك الإنساني وأن الأقليات والجاليات المسلمة وغيرها لها حقوق إنسانية كفلتها لها الشرائع الإلهية والقوانين الدولية ، حيث ينبغي أن تؤدى هذه الحقوق وأن تتضافر الجهود الرسمية والشعبية في إعطائهم حقوقهم وحق ممارساتهم الدينية وحق تنمية مجتمعاتهم ، مؤكداً أن معالجة هذه القضايا ستسهم إسهاما كبيراً في تعاون المجتمعات في كل دولة. وأضاف : نتطلع إلى أن تسهم نتائج هذه الندوة إسهاما كبيراً في حل المشكلات الموجودة أولاً في دول آسيان وأن تساعد في حل مشكلات الدول التي تعاني من بعض المجتمعات الإنسانية. وعبر رئيس مجلس التعاون بين الأديان للسلام في تايلاند الدكتور لطفي اسماعيل جافاكيا من جهته عن شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على كريم مساهمتها السخية لإنجاح الندوة العالمية “ الدين وبناء السلام في دول آسيان” واستشرافها المستقبل لتحقيق معاني التعاون لحل القضايا المتعلقة بالمجتمعات المسلمة والإنسانية عن طريق الحوار والبحث عن الأساليب المناسبة لتحقيق العدل. كما عبر عن شكره لرابطة العالم الإسلامي على دعمها لمناشط جامعة جالا الإسلامية في جنوب تايلاند خاصة وأن هذه الزيارة جاءت مع تزامن الاحتفاء بتدشين مشروع إقامة مدينة السلام في فطاني التابعة للجامعة. وأكد أن بناء الرأي العام المتحصن بثقافة الحرية وحقوق الإنسان لغاية السلام هو القادر على محاصرة الظلم والاستبداد وأن التعاطي مع القيم الدينية لجميع جوانب الحياة من ثقافة ومعرفة واجتماع واقتصاد وتربية هي نقطة تحول وتغيير نوعي في التاريخ الإنساني العام ومثالا يحتذى في كيفية التعامل مع السنن الجارية في الحياة. وبين الدكتور لطفي أنه شارك في هذه الندوة سبعة أتباع أديان يمثلون ثلاث عشرة دولة منها عشر دول من آسيان وثلاث دول من باقي العالم، إضافة إلى المملكة العربية السعودية الدولةالمنظمة ، وكازاخستان والولايات المتحدةالأمريكية. ونوهت وزيرة الدولة بديوان رئاسة الوزراء في حكومة تايلاند ناليني تاويسين من جانبها بمبادرة خادم الحرمين الشريفين بين أتباع الثقافات والأديان وجهوده الهادفة إلى تحقيق التعايش السلمي ونبذ مواجهات العنف والتشدد وحرصه على أن يعيش العالم في أمن وسلام بعيداً عن الصراعات ، واصفةً الندوة بأنها أول مؤتمر يعقد من نوعه في آسيان متمنية أن تحقق الأهداف المرجوة منها. فيما أكد رئيس مجلس أمناء جامعة جالا الإسلامية الدكتور وان محمد نور أهمية هذه الندوة لتحقيق التعاون والسلام على مستوى الأفراد والمجتمع أو الدول ، معبراً عن شكره لرابطة العالم الإسلامي لاهتمامها بشؤون الأقليات المسلمة في أنحاء العالم.