تختتم فعاليات البرنامج الثقافي لسوق عكاظ السادس اليوم السبت فيما تستمر فعاليات السوق التراثية والشعبية والعروض البصرية وأجنحة الجهات المشاركة في فعاليات السوق. ويشتمل البرنامج الثقافي في يومه الرابع والأخير على عقد ثلاث ندوات الأولى بعنوان “ تجارب الكتاب “ يشارك فيها كل من عبدالكريم برشيد من المملكة المغربية ومحمد العثيم من المملكة العربية السعودية ويديرها فهد الحارثي والثانية بعنوان “ فقه الواقع “ يشارك فيها مسفر القحطاني من المملكة العربية السعودية وعبدالرزاق ابو البصل من المملكة الاردنية الهاشمية ويديرها الدكتور فهد الجهني فيما تحمل الندوة الثالثة “ الطاقة المتجددة “بدائل النفط “ ويشارك فيها أحمد ظافر القرني وحبيب ابو الحمايل من المملكة العربية السعودية ومحمد سعيد العمودي من اليمن ونوار ثابت من الجزائر ويديرها محسن القحطاني .كما يتضمن برنامج السوق اليوم عروض الفلكلور الشعبي ومسابقة الفنون الشعبية لمحافظات منطقة مكةالمكرمة ،وعرض مسرحية “ عنترة بن شداد “ وفعاليات جادة عكاظ المختلفة ومحلاتها ومعارضها وأركان حرفها اليدوية التقليدية وأعمالها المسرحية والدرامية التاريخية والمتنوعة. وقد كان تابع أكثر من 1000 شخص من رواد سوق عكاظ ومحبي الثقافة والأدب والشعر انطلاق البرنامج الثقافي للسوق الذي استهل بندوة ثقافية نقدية بعنوان “ شعر عنترة بن شداد “ شارك فيها الأدباء عبدالله الوشمي وفاتن عبداللطيف العامر من المملكة وأسماء أبو بكر من مصر وعبدالحميد سيف الحسامي من اليمن . وفي مستهل الندوة عرف الباحث التونسي الدكتور حاتم الفطناسي بضيوف الندوة قبل أن تحلق في فضاءات حياة أحد أشهر شعراء العرب في فترة ما قبل الإسلام الذي عاش خلال الفترة (525 م - 601 م) ونسبة / عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية بن قراد العبسي وقد اشترك في حرب داحس والغبراء وعاصر الشعراء عمرو بن معدي كرب والحطيئة الذين أدركا الإسلام . وركزت الندوة على حياة “عنترة” الاجتماعية بشكل عام ونبوغه في الفروسية والشعر بشكل خاص حيث يعد أشهر فرسان العرب وأحد أبرز شعراء المعلقات والذي عرف بشعره الجميل وغزله العفيف بإبنة عمه عبلة . وتناولت الندوة جوانب الإبداع في شعره وأهم الأساليب التي يتميز بها النص الشعري له المبني على السهولة التي هي أم السمات التي تميزه فلا تجد فيها تعقيداً في الأسلوب أو صعوبة في الألفاظ ولا غرابة في المفردات إضافة إلى الصدق في العاطفة وحرارة تلك العاطفة تعطي روح النص التألق وتمده بأسلوب القبول . وناقش المشاركون شخصية عنترة التي وصفوها بالمحبوبة كون كل ما فيها من الصفات يجعل صاحبها قريبا من القلوب: فهو بطل شجاع جريء الفؤاد، حليم الطباع، رقيق القلب، يشكو في حظه العاثر في الحب ومن ظلم قومه له، وإنكارهم جميل فعله نحوهم. أما في موت عنترة فهناك روايات كثيرة أشهرها ما رواه صاحب الأغاني، قال: إن عنترة أغلى على بني نبهان فأطرد لهم طريدة، وهو شيخ كبير. وكان وزر بن جابر النبهاني الملقب بالأسد الرهيص في فتوه فرماه وقال: خذها، وأنا ابن سلمى، فقطع مطاه أي ظهره، فتحامل بالرمية حتى أتى أهله وهو مجروح. وبذلك تكون نهاية عنترة حسب هذه الرواية. كان النعمان يذل عنترة ولكن عنترة كان صابرا من أجل مهر عبلة 100 قطعة نقدية حمراء لم تكن موجودة إلا عند النعمان كما تطرق المشاركون إلى قصة الحب المشهورة في حياة عنترة والتي أججت قريحته الشعرية إذ اشتهر بقصة حبه لابنة عمه عبلة، بنت مالك، وكانت من أجمل نساء قومها في نضارة الصبا وشرف الأرومة، بينما كان عنترة بن عمرو بن شداد العبسي ابن جارية فلحاء، أسود البشرة، وقد ولد في الربع الأول من القرن السادس الميلادي، وذاق في صباه ذل العبودية، والحرمان وشظف العيش والمهانة، لأن أبيه لم يستلحقه بنسبه، فتاقت روحه إلى الحرية والانعتاق. وأحب عنترة عبلة بنت عمه مالك بن قراد العبسي، وكان عمه وعده بها ولكنه لم يف بوعده، وإنما كان يتنقل بها في قبائل العرب ليبعدها عنه. وحب عبلة كان له تأثير عظيم في نفس عنترة وشعره، وهي التي صيرته بحبها، ذلك البطل المغامر في طلب المعالي، وجعلته يزدان بأجمل الصفات وأرفعها، وهي التي رققت شعره كما رققت عاطفته، ونفحته بالعذوبة، وكان سبب تلك المرارة واللوعة اللتين ربما لم تكونا في شعره لولا حرمانه إياها. وتناولت الندوة جوانب الإبداع في شعره وأهم الأساليب التي يتميز بها النص الشعري له المبني على السهولة التي هي أم السمات التي تميزه فلا تجد فيها تعقيداً في الأسلوب أو صعوبة في الألفاظ ولا غرابة في المفردات إضافة إلى الصدق في العاطفة وحرارة تلك العاطفة تعطي روح النص التألق وتمده بأسلوب القبول . كما سلطت الندوة الضوء نقد وتحرير شعره التي تدرجت عبر مسيرة حياته التي كانت مفعمة بخوضه للحروب وبسالته في المواجهة . وقدمت في ختام الندوة بالتداول بين ضيوفها باقات مختارة من أعذب قصائد عنترة في الحماس والوصف والغزل التي كانت هي الطابع العام لنصوصه الشعرية كما شهدت الندوة المداخلات من الحضور والتعرف على مزيد من خفايا هذا الشاعر الإجتماعية والشعرية. من جهة أخرى نظمت البارحة أمسية شعرية شارك فيها شاعر عكاظ في نسخته السادسة روضه الحاج من السودان وسليمان جوادي من الجزائر بالاضافة الى شاعر شباب عكاظ لهذا العام إياد حكمي من السعودية وأدارها الناقد والأديب أحمد البوق . وقدمت خلال الأمسية الشاعرة روضة الحاج قصيدتها التي نالت على إثرها جائزة شاعر عكاظ فيما صدح الشاعر الشاب إياد حكمي بقصيدته الشابة التي تولى خلالها وصف عكاظ وترحيبه بمشاركة هذه النخبة من الأدباء والمثقفين الذين يفيئون عبق التاريخ وأصالة الماضي . كما شارك الشاعر سليمان جوادي بنخبة من قصائدة ليلبى على إثر ذلك طلبات الحضور ورغباتهم في اختيار بعض القصائد الذين يرغبون سماعها . ولفت جناح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالظهران الذي أنشئ بمبادرة من أرامكو السعودية، أنظار الزوار والمهتمين المختصين في مهرجان سوق عكاظ الثقافي 1433ه بالطائف وحظي بإعجابهم , حيث يسلط الضوء على ما يقدمه المركز من برامج وأنشطة تهدف إلى تحفيز الإبداع والتبادل المعرفي وترسيخ الوعي بالثقافات المختلفة والأجيال ، ودعم روح العمل التطوعي ، وإحياء ذكرى انطلاقة صناعة النفط السعودية . وجذبت جمالية المركز وروعة التصميم العالمية زوار المعرض ورسالته في إحداث تأثير ملموس وإيجابي على مسيرة التنمية البشرية من خلال غرس الشغف بالمعرفة والإبداع وتعزيز التواصل بين الثقافات المختلفة من أجل مستقبل أفضل للمملكة والعالم أجمع. وسيكون مركز الملك عبدالعزيز حافزاً للتقدم الثقافي والاجتماعي ، ومنهلاً ومنارة للمعرفة ، ومنبراً للتعبير الإبداعي ، وقناة لخدمات دعم المجتمع ، ومنتدى للتفاعل الاجتماعي والتواصل بين الثقافات والحضارات المختلفة .