ان كنت متفقا أو مختلفا مع وزارة الحج في بعض نظمها وإجراءاتها فإنني أؤكد بأن نظام خدمات المعتمرين من أنجح النظم التي نفذتها وزارة الحج رغم حداثة عهده. ولعل من أسباب نجاح النظام اعتماده على التقييم السنوي للتعرف على سلبياته وايجابياته وفتح قنوات اتصال وتواصل بين الوزارة ومقدمي الخدمة من مؤسسات وشركات خدمات المعتمرين. والمتابع له يلحظ بأنه لم يعمل على القضاء على ظاهرة المخالفين لنظام الاقامة بل ساهم في القضاء على العديد من الظواهر السلبية خاصة تلك التي كنا نراها بالساحات المحيطة بالحرم المكي الشريف ولعل ابرزها ظاهرة الافتراش وإسكان المعتمرين بمساكن عشوائية وغير آمنة. واستطاعت وزارة الحج ومن خلال لجنة الحج والعمرة الخروج في كل عام بنتائج ايجابية وبمؤشرات أداء عالية تشكر عليها. ولعل من ثمار النظام أيضا توفر حافلات نقل جيدة من خلال إفساح المجال أمام شركات نقل الحجاج لنقل المعتمرين بين جدةمكةالمكرمةالمدينةالمنورة وهو ما شجع الشركات على العمل بشكل أفضل بعد أن كانت حافلاتها حبيسة الجراج طوال العام. وان كانت لجنة الحج والعمرة بمجلس الغرف السعودية لعبت دورا جيدا في التعاون مع وزارة الحج للقضاء على المخالفات والسلبيات فان هذا لا يعني أن الخدمات باتت على أعلى المستويات وقد أعجبني وكيل وزارة الحج لشئون العمرة الدكتور عيسى رواس في احدى المناسبات الخاصة حينما قال “ لدينا سلبيات ونسعى لمعالجتها وان رأيتم سلبيات فاخبرونا “ وهو ما يعني فتح باب الحوار والتواصل مع الجميع في خطوة يشكر عليها. وخلال شهر رمضان المبارك الماضي التقيت بعدد من المعتمرين ممن تربطني بهم علاقة صداقة من عدة دول عربية وإسلامية وكانت كلماتهم مليئة بالشكر والثناء على مستوى الخدمات التي حظوا بها منذ لحظة وصولهم لأراضي المملكة غير أن ما آلمهم هو غياب ماء زمزم عنهم خاصة بمقار سكنهم خلال شهر رمضان المبارك وقد طالب البعض بضرورة توفير مياه زمزم اسوة بما هو متبع خلال موسم الحج. وقال البعض منهم ان كانت بعض الفنادق والعمائر السكنية تسعى لتوفير مياه زمزم لكنها لا توفره بالقدر والسلامة الصحية الجيدين ومثل هذه الكلمات طرحت امامي عدة تساؤلات حول مكتب الزمازمة الموحد المكلف بخدمة الحجاج خلال موسم الحج فلماذا لا تسعى وزارة الحج لإفساح المجال أمامه للعمل في خدمة المعتمرين على مدار العام برسوم يتقاضاها من الفنادق والعمائر السكنية خاصة وان المكتب يمتلك مصنعا للتعبئة الآلية وأسطولا من سيارات النقل ولديه من الكوادر المؤهلة والمدربة القادرة على تلبية الاحتياجات في أوقات الذروة. ويمكن التوصل الى آلية جيدة تحكم سير خدمات المكتب للمعتمرين وتحديد مهامه لأن هذه الخدمة لا زالت غائبة كثيرا وتشكل معاناة للكثير من المعتمرين وهو ما نراه بجلاء أمام مركز تعبئة مياه زمزم بكدي من ازدحام شديد وتدافع واستغلال البعض للمعتمرين برفع الأسعار. وأعتقد بأن وزارة الحج ومن خلال لجنة الحج والعمرة بمجلس الغرف السعودية ومكتب الزمازمة الموحد سيصلون الى نظام جيد يوفر مياه زمزم للمعتمرين بأسلوب وطريقة جيدين.