تمتلك منطقة عسير تراثا وموروثا شعبيا فريدا وغزيراً توارثته الأجيال وحملته عبر الأزمنة وكل ما وصل إلينا من تراث منطقة عسير دليل على وعي إنسان هذه الأرض بأهمية الحفاظ على تراث الاباء والأجداد. ويعد متحف الراقدي الواقع أسفل الجبل الأخضر بأبها من الجهة الغربية اجتهادا لحفظ تراث المنطقة وعرضا فريدا يحكي أصالة التراث العسيري . وكانت المصادفة حينما يصعد الزائر أو السائح إلى أعلى قمة الجبل الأخضر ليشاهد أبها المدينة بجمالها الأخاذ وقد امتدت لها أيادي التنمية الطموحة في هذا العهد الزاهر لتتغلغل في تفاصيل مشهدها الحضاري المتسارع لا يلبث أن يعود أدراجه بالنزول ليجد متحف الراقدي أمامه وكل معطيات الماضي الجميل بحقبه التاريخية يتجسد فيه أناقة العرض وشمولية المعنى وغزارة المعلومات إلى جانب الإبهار. ما بين قمة الجبل وأسفله شواهد حضارية لمستقبل مشرق واعد بإذن الله وصفحات الماضي العريق لكن المسافات بعد الزيارتين تتقارب للزائر ليدرك أن تراث الأباء والأجداد لا زال حاضرا وبقوة بعبقه وأصالته ويلفت الانتباه للزائر وهو يتجول داخل المتحف. ويضم المتحف أكثر من ألفي قطعة تراثية منها المخطوطات والأسلحة والطوابع القديمة ومجموعة من العملات الورقية والمعدنية وعملات إسلامية ويحتوي على أكثر من خمسة عشر قسما تضم أهم مجالات التراث العسيري منها الملبوسات والحلي والأدوات الزراعية والصناعات التقليدية إلى جانب قسم للبناء العسيري القديم حيث خصص له موقع منفرد يشتمل على الحصين العسيري والقصبه والبئر. وقد نجح صاحب المتحف في أن يجعل من متحفه معلما من معالم عسير وشاهدا للأجيال القادمة على تراث الاباء والأجداد عبر محاولته تجسيد بعض الموروثات الشعبية لتكون حية تعرف بنفسها للزائر وبصورة جديدة وبأشكال جمالية وبطرق عرض فريدة ومن خلال ديكوراته وتنوع مجالاته والخروج عن نمط المتاحف التقليدية ليكون متحفا تجاريا سياحيا يعطي الزائر فرصة التمتع والإطلاع على تراث المنطقة وتتيح له إمكانية التسوق والاقتناء. وبين الراقدي لوكالة الأنباء السعودية أن مهمته كانت صعبة واحتاجت لجهد مضاعف ومعرفة واطلاع كما تعلم فنون النقش القديم وفن البناء العسيري بالحجر الطبيعي وبدأ بعد ذلك في تأسيس المتحف وعلى مدى ثلاث سنوات أنهى جميع أعمال التأسيس للمرحلة الأولى وهي الصورة التي عليها المتحف الآن/ . ويصبو الراقدي إلى توسعة متحفه وتحويله لقرية تراثية تضم مطعما تراثيا يهتم بتقديم الأكلات الشعبية المحلية واستراحة للعوائل وكبار الزوار. وقد حظي المتحف بزيارات عدد كبير من المسؤولين وزوار المنطقة من داخل المملكة وخارجها.