أدان الناطق الرسمي باسم قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال علي آدم القصف البحري الذي تعرضت له مدينة كيسمايو بداية الأسبوع الجاري، وخلف قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، كما عبر مفوض الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية مارك بودين عن قلقه إزاء تقارير تحدثت عن سقوط مدنيين في كيسمايو جراء القصف المذكور. وانتقد آدم -في تصريحات للصحافة الصومالية- القصف البحري بالصواريخ الذي استهدف مدينة كيسمايو عاصمة ولاية جوبا السفلى، وأكد المسؤول الأفريقي عدم علم قوات حفظ السلام الأفريقية (أميسوم) بالهجوم البحري، وعدم تلقيها بلاغا من الجهة المسؤولة عنها، كما أعرب عن أسفه للخسائر الناجمة عن القصف في صفوف المدنيين. وتحدث الناطق الرسمي باسم قوات أميسوم عن خطة عسكرية جديدة، تهدف إلى تحرير المناطق المتبقية تحت إدارة حركة الشباب المجاهدين. ومن جانبها، حذرت مفوضية الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية من هجوم وشيك يستهدف كيسمايو التي وصفتها بالإستراتيجية، وهي أحد أهم معاقل حركة الشباب المجاهدين، خوفا من سقوط ضحايا في صفوف المدنيين. وقال مفوض الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية مارك بودين -في بيان صحفي- “أكرر دعوتي لجميع أطراف النزاع إلى بذل كل الجهود الممكنة للحد من تأثير النزاع على المدنيين، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل إلى جميع الناس المحتاجين". وأضاف أن القتال من أجل السيطرة على كيسمايو يبدو وشيكا، وأشار إلى التقارير الأخيرة المتصلة بقصف مدفعي على المدينة من البحر فضلا عن غارات جوية. وتعج المياه الإقليمية للصومال بعشرات الأساطيل الأجنبية، وتقوم بدوريات فيها بغية مكافحة القرصنة، إلا أن المواطنين الصوماليين يرون عكس ذلك، ويقولون إن أضرار الأساطيل الأجنبية أكثر من نفعها، لكونها تستفيد من الخيرات البحرية الصومالية بطرق غير شرعية. وقد انضمت السفن البحرية الحربية الكينية إلى الأساطيل الأجنبية القابعة في مياه الصومال، لتعزيز قوتها البرية التي غزت جنوب الصومال منتصف العام الماضي، وهي تتمركز الآن في مدن إستراتيجية ساحلية وبرية بولاية جوبا السفلى. وعلى الصعيد الميداني، قصفت سفن حربية -يعتقد أنها كينية- الضاحيتين الشمالية والجنوبية لمدينة كيسمايو، دون إصابات، وفق إفادات شهود عيان للجزيرة نت، مما يعني أن خطر استهداف السفن الحربية للمدينة لا يزال قائما، وهو ما تحذر الأممالمتحدة من تكراره. كما واصلت السفن الحربية قصفها صباح اليوم الأربعاء للناحية الغربية البعيدة عن المدينة، وسط تحليق شبه مستمر لطائرات الاستطلاع فوق كيسمايو. يأتي هذا في وقت تواصل فيه حركة الشباب المجاهدين التعبئة العامة في كيسمايو، عبر المساجد وغيرها لخوض ما تقول إنها “المعركة الفاصلة" ضد القوات الكينية والقوات الصومالية المرافقة لها. وتزايدت أعداد القتلى والجرحى في صفوف المدنيين الصوماليين منذ توغل القوات الكينية في مناطق جوبا وجدو، نتيجة استخدامها سلاح الطيران والسفن الحربية دون تمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية.