أكد مدير مركز الدعوة والارشاد بمكةالمكرمة الشيخ محمد مرزا عالم ان اجتماع كلمة المسلمين والاعتصام بالجماعة والائتلاف أصل عظيم جاءت به الشريعة الاسلامية السمحة لتحقيق الخير والصلاح لهذه الامة وللإنسانية كلها الذي بتحقيقه يعيش الانسان حياته في طمأنينة وأمان واستدل فضيلته بمانصت عليه نصوص الكتاب والسنة من الدعوة لأجتماع الكلمة ومنها قوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) قال شيخ الاسلام بن تيمية “ثم بين سبحانه ان هذا الاصل – وهو الجماعة – عماد الدين ، وقوله صلى الله عليه وسلم ( تفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار الا واحدة ، قيل من هي يارسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم واصحابي) ,في حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه (هي الجماعة) وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما (يد الله على الجماعة ) ، واشار الشيخ محمد مرزا – في محاضرته (من فقه اجتماع الكلمة ) التي ألقاها مؤخراً ضمن البرنامج الدعوي “الصيد العزيزمن وقف الملك عبدالعزيز”الذي ينظمه مركز الدعوة والارشاد بمكةالمكرمة بمصلى وقف الملك عبدالعزيز المطل على المسجد الحرام وذلك ضمن منظومة برامجه الدعوية الرمضانية بمنطقة الحرم – الى ارتباط قاعدة “ اجتماع الكلمة والاعتصام بالجماعة والائتلاف” بأصول الدين ومبادئ العقيدة منها : ان كلمة التوحيد هي اساس توحيد الكلمة ذلك ان الاسلام قد ضمن لكل من شهد بذلك بحفظ نفسه وماله وعرضه وهذا اعظم اسباب اجتماع الكلمة ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) وان اجتماع الناس على اركان الايمان واعتبار ذلك من أصول الدين سبب عظيم لاجتماع عقائدهم وايمانهم بالله جل وعلا، والنهي عن مظاهر الشرك وممارسة طرقه وطقوسه من السجود والطواف وتقديم القرابين سبب عظيم لأجتماع الكلمة لأن من لوازم دعاء غير الله الفرقة والخلاف اذ لايمكن ان تجتمع القلوب الا على رب الارض والسموات ومنها اجتماع الامة على كتاب واحد (ولوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) ومنها تعظيم الأمر باتخاذ ولاة الامور والامر بطاعتهم في المنشط والمكره والعر واليسر وتحريم الخروج عليهم وجعل ذلك من اصول اعتقاد أهل السنة والجماعة مخالفا لما عليه أهل البدع والاهواء من استحلال الخروج والدعوة الى مقاتلة ولاة الامور ومايلزمه ذلك من الفرقة والخلاف وسفك الدماء وانتهاك الاعراض والعياذ بالله (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). وعدد مدير مركز الدعوة والارشاد في مكة بعض الاحكام الفقهية الداعية الى اجتماع الكلمة وتآلف القلوب ومنها: ، الأمر بتلاوة القران وحفظه والعناية بأحكامه وتفسيره ، الامر بالسنة النبوية ونشرها وحبها والدعوة اليها والمدافعة عنها واجلال صاحبها اشتراط استقبال القبلة في الصلاة في جميع انحاء الارض ، اجتماع المسلمين على صورة واحدة في عباداتهم ، ارتفاع الاذان على ظهر المعمورة كلها بعبارات واحدة ، اداء المسلمين لصلواتهم الخمس بصفة واحدة واقات معروفة ، اتحاد المسلمين في الصيام واحكامه ووقته وصفته ، الأمر بصلاة الجماعة وحضور الجمع والجماعات ، النهي عن الخروج على ولاة الأمر ومنابذتهم والامر بالطاعة لهم ، النهي عن الظلم وتحريمه بشتى صوره والوانه واسبابه ، الحث على اقامة الاوقاف ورعايتها ونفع الناس بها ، وزاد الشيخ عالم بان الشريعة الاسلامية السمحة قد جاءت بالعناية بتلك الاخلاق وجميل الاداب التي تؤول الى جمع الكلمة وائتلاف القلوب حتى كانت تلك القاعدة من قوله صلى الله عليه وسلم (الدين المعاملة ) حيث جاءت الشريعة بالوفاء بالعهود والدعوة الى الكرم واغاثة الملهوف وتفريج الهموم وتنفيس الكروب ، كما امرت بحسن الخلق ومايدل عليه من التبسم وحسن العبارة وتوقير الكبير ورحمة الصغير وكذا الحث على الرحمة والتراحم والرفق ، كما نهت الشريعة في المقابل عن سوء الاخلاق والاداب مثل الظلم والتعدي في الانتقام والفحش في الكلام وخلص الى القول ان باب الاخلاق باب عظيم من ابواب اجتماع الكلمة وتآلف القلوب وقرب الناس بعضهم من بعض ووقوفهم الى جانب بعضهم بعضا مما يعني حفظ كيانهم واجتماع كلمتهمم وامان بعضهم بعضا. وأوضح مدير مركز الدعوة والارشاد بمكة عناية الشريعة بالمجتمع بجميع شرائحه وافراده وذلك بنشر ثقافة اجتماع الكلمة وتآلف القلوب في كل مايتعلق بالعادات والتقاليد الاجتماعية وجعلت ذلك من باب الفضائل ومن ذلك : الامر ببر الوالدين وصلة الرحم العناية بحقوق الجار وحقوق الزوجين وحقوق الابناء وفضل الاحسان الى الايتام والدعوة الى النفقة وفضل الزيارة والحب في الله والتوجيه لأختيار العبارات وحسن الكلام وتحبيذ التبسم والدعوة الى حل المشكلات الاسرية ، وتقديم النصيحة بالاسلوب الأمثل ، الحث على الدلالة في الزواج والتوفيق بين الزوجين ، فضل الاهداء والدعوة اليه ، الدعوة الى االنفقة والاحسان الى الفقراء والمساكين ،فضل الاحسان الى الايتام والارامل ونحوهم من المطلقات، وفضل العفو وعدم تحبيب الانتقام ، وذكر محاسن الاموات ، والدعوة الى الصلح وترتيب الاجر على ذلك ، دلالة الغريب وهداية الضال ورد المفقود لأصحابه . وخلص الشيخ محمد مرزا عالم في ختام محاضرته الى ان من فقه اجتماع الكلمة : كونها من أصول الدين ، ارتباط فروعها بمسائل العقيدة والاحكام الفهية والمسائل الاجتماعية والآداب والاخلاق ، وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، والموازنة بين المصالح والمفاسد .