تقع محافظة بدر التابعة إدارياً لإمارة منطقة المدينةالمنورة في الجزء الغربي من المملكة وتحديداً جنوبي غربي منطقة المدينةالمنورة , ويبرز المكان مشابهاً في ملامحه القمر عند اكتماله , واحتضن ترابه شموخ “غزوة بدر الكبرى" التي سطّر فيها المسلمون أروع انتصاراتهم وتحول فيها الإسلام من الهوان إلى القوة . وقد منح التاريخ الإسلامي محافظة بدر مكانة عظيمة حيث ذكر اسمها في القرآن الكريم ونزلت الملائكة على جبالها التي تحيط بها من كل اتجاه , وفي جنباتها عاش الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وثلة من صحابته رضوان الله عليهم جميعاً. واختلف الرواة في اسم محافظة بدر فمنهم من نسبها إلى اسم بدر بن يخلد بن النضر وهو من كنانة وقيل من بني ضمرة , حيث سكن الرجل هذا المكان فنسب إليه وسمي به وبعد ذلك غلب الاسم على المكان , وقيل أن الاسم جاء انتساباً إلى بدر بن قريش الذي حفر بئراً في هذا المكان فسميت البئر باسمه ثم غلب الاسم على المكان وعُرفت بماء بدر . ويذكر المؤرخون عن بدر أنها ماء مشهور بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة في أسفل وادي الصفراء , وبين هذا الماء وبين ساحل البحر ليلة واحدة , وهناك من يقول إن مدينة بدر سميت بهذا الاسم نسبة لشكل أرضها التي تحاط بالجبال من كل الجهات مما جعل أرضها تشبه القمر عند اكتماله بدراً ، كما تسمى أيضاً “ بدر الصفراء “ نسبة لوادي الصفراء , وتسمى أيضاً “ بدر الكبرى “ نسبة لغزوة بدر الكبرى . وتقع بدر بين أربع من أكبر مدن المملكة هي ( مكةالمكرمة ، والمدينةالمنورة ، وجدة ، وينبع الصناعية ) ، حيث تبعد عن مكة (310 كلم) باتجاه الشمال الغربي ، وعن المدينة (150 كلم) باتجاه الجنوب الغربي ، وعن جدة (270 كلم) باتجاه الشمال ، وعن ينبع (85 كلم) باتجاه الجنوب الشرقي ، وتقدر مساحتها بنحو ( 8186 ) كيلو متراً مربعاً .ويغلب على محافظة بدر التي تقع في موقع مداري مناخ مداري في فصلي الصيف والشتاء مع قلة الأمطار التي تهطل شتاءً , فهي شديدة الحرارة والرطوبة صيفاً بسبب القرب من البحر , وذات جو معتدل شتاءً . واشتهرت محافظة بدر بموقعها الاستراتيجي على طريق القوافل التجارية المتجهة للشام من مكة والطريق القادم من المدينةالمنورة إلى ميناء المدينةالمنورة القديم على البحر الأحمر الذي جعلها أحد الأسواق المشهورة عند العرب آنذاك حيث كانت تقام في بدر سوق مشهورة للعرب من الأول من ذي القعدة إلى الثامن منه . ويعد مسجد العريش من أبرز معالم المحافظة الذي كان بمثابة مركز قيادة المسلمين أثناء معركة بدر وهو المكان الذي صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء غزوة بدر تحت عريش من النخل فبني المسجد وسمي بالعريش , ومن أبرز معالمها أيضاً “ مقبرة الشهداء “ التي تضم رفاة شهداء معركة بدر . كما تبرز فيها “ العدوة الدنيا “ وهو مكان قدوم المسلمين من المدينةالمنورة , و “ العدوة القصوى “ حيث مكان قدوم المشركين من مكةالمكرمة , بالإضافة إلى وجود “ جبل الملائكة “ و “ الواجهة الساحلية على البحر الأحمر “ وغيرها من الشواطئ . وتتميز محافظة بدر بتعدّد التضاريس والبيئات الطبيعية المختلفة حيث يحيط بها جزء من سلسلة جبال السروات من جميع الجهات وتتميز بالبيئة الصحراوية , كما تتميز بالبيئة الزراعية حيث تنتشر مزارع النخيل فيها , وتتميز المحافظة كذلك بوجود عدة وديان حيث تقع المحافظة في نهاية مصب ( وادي الصفراء) ويمر بها وادي “ بدر ذو الخشب “ , وتتميز ببيئة السهول حيث يبعد السهل الساحلي (الخبت ) قرابة ( 6 كلم) عن المحافظة , كما تتميز بالبيئة البحرية حيث يبعد البحر عن المحافظة ( 35 كلم).