لقد امتعنا وجزبنا مشعرنا بل بهرنا الاعلام الالكتروني بما فيه من تقنيات حديثة على مجتمعاتنا العربية وعندما نتحدث عنه نظن اننا مبدعون وموهوبون في هذا المجال فكل شيء جديد يعجب به الكثير ونحن مازلنا معجبين بهذا الاعلام رغم كل ما يعانيه من مساوئ وصعوبات وتحديات وعدم الوصول للمفهوم السليم لهذه الشبكات ولكن هل فكرنا اين كنا عندما كان الاعلام الالكتروني بالعالم الغربي، هل كان لدينا مهارات التفكير والإبداع والإخلاص في العمل والإلمام بكل ما يحويه الإعلام والتقنية السليمة التي من خلالها نصل الى مثل ذلك الإعلام والإجادة الاجتماعية للتعامل مع هذه الشبكات او اننا دخلنا فيها من اجل التجارب وتخليص بعض الاعمال أو التقليد الأعمى لمن صنعوا واجادوا في هذه الشبكات، وهل كانت الابحاث لدينا تؤهلنا إلى المستويات العالمية وما هي جامعاتنا واين موقعها في وسط الجامعات العالمية واين مفكرونا وعلماؤنا وهل من قاموا بمثل هذه الاعمال لديهم عقول ومهارات وافكار وعقول اكثر منا فالمهارات موجودة في شتى بقاع العالم ولكن من ينميها ومن يخرجها من مكمنها إلى الطريق السليم النافع اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وخلقيا...متى نسارع العالم ونتسابق معهم؟ ولكن دعني اذكر لمحة بسيطة ومختصره لنتعرف على بعض التجارب العلمية في هذا المجال. ففي شهر أكتوبر من عام 1969 بدأ علماء من جامعة كاليفورنيا الأميركية تجربة علمية رائدة ومثيرة للجدل وبعيدة عن المألوف قد يظن البعض انها تجربة تافهة او خارجة عن المعقول من وجهة نظرنا. ولكن هذا العالم يحترم العقول والافكار متابعا المثل الشعبي القائل خليك مع الكذاب لباب الدار فهم يقدرون الكلمات واصحابها وليس لديهم قاتلات للابداع بل لديهم تنمية للابداع وربما حتى ان القائمين عليها لم يتصوروا هذه النتائج الباهرة التي ستثمرها، والأثر العميق الذي ستتركه على مسيرة التاريخ الإنساني. كانت التجربة العلمية محاولة لربط جهاز كمبيوتر في مدينة لوس أنجلوس بكومبيوتر آخر في مدينة منلو بارك بخط هاتفي، بحيث يستطيع الجهازان العمل معا في شكل نظام اتصال مغلق والعمل على راحة الايدي العاملة وتسهيل الاتصالات دون النظر الى ان ذلك سيحدث هذه النفرة العالمية ولكنهم مناصرون للافكار واستثمار العقول بل ولم تكن غاية أولئك العلماء الأميركيين بالطبع تسهيل مهمات الحركات الثورية في العالم الثالث، ولا توفير وسائل اتصال سريعة وإعلام حر وفعال لدعاة الإصلاح والتغيير في العالم العربي والإسلامي، وإنما كان هدفهم إبقاء أنظمة الصواريخ النووية الأميركية فعالة، حتى بعد تعطل جزء منها في حرب مدمرة ولم يصل هدفهم الى ما تجري عليه الامور هذه الايام ولكن دائما الاجتهاد تأتي ثماره بالاكثر فلكل مجتهد نصيب ونحن اصحاب الامثال والحكم والاقوال ولكن اين الاعمال. فعلماء الغرب لم يتوقعوا ما حدث في ثورة الاتصال التي أحدثها الإنترنت التي غدت اليوم من أهم الوسائل التي تستعملها القوى السياسية العالمية المستنيرة لتحرير الشعوب من الاستبداد والظلم السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وهناك بعض الإمكانات الجديدة التي يوفرها الإنترنت لهذه القوى في سعيها لبناء مجتمع العدل والحرية، خصوصا في مجالات البناء التنظيمي، والعمل الإعلامي، والنضال السياسي. من كان يتوقع ما يحدث في هذه التقنية. فالطالب يحل واجباته على النت والطفل يلعب البلي ستيشن مع طفل اخر في دولة اخرى مع الحوار وكأنهم في غرفة واحدة الى جانب العديد من البرامج والشبكات الخادمة لكل المصالح العالمية. ولعل الضجة الاعلامية التي أثيرت حول شبكة الانترنت لم تأت من فراغ, حيث يشكل الانترنت أحد إنجازات الثورة التكنولوجية وقد ساد الاعلام ووسائله الالكترونية الحديثة ساحة الثقافة ويؤكد على محورية الاعلام في حياتنا المعاصرة ذلك الاهتمام الشديد الذي تحظى به قضايا الفكر والتنظير الثقافي المعاصر, حتى جاز للبعض أن يطلق عليها ثقافة التكنولوجيا, ثقافة الميديا. ويمكن القول إن الاعلام الالكتروني هو “عبارة عن نوع جديد من الاعلام يشترك مع الاعلام التقليدي في المفهوم, والمبادئ العامة والاهداف وما يميزه عن الاعلام التقليدي أنه يعتمد على وسيلة جديدة من وسائل الاعلام الحديثة وهي الدمج بين كل وسائل الاتصال التقليدي, بهدف إيصال المضامين المطلوبة بأشكال متمايزة, ومؤثرة بطريقة أكبر, ويتيح الانترنت للاعلاميين فرصة كبيرة لتقديم موادهم الاعلامية المختلفة, بطريقة الكترونية بحتة دون اللجوء إلى الوسائل التقليدية كمحطات البث, والمطابع وغيرها بطرق تجمع بين النص والصورة والصوت. والتي ترفع الحاجز بين المتلقي والمرسل ويمكن أن يناقش المضامين الاعلامية التي يستقبلها, إما مع إدارة الموقع أو مع متلقين آخرين.