عاود الجيش السوري أمس الأربعاء قصف أحياء في حلب بالطائرات والمدافع في مواجهة الجيش الحر الذي حقق أمس الأول مكاسب ميدانية. وفي دمشق, انتقلت الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر لأول مرة إلى وسط المدينة قرب حي باب توما. وتجدد أمس القصف من طائرات ميغ الروسية والمروحيات الهجومية والمدفعية على حي صلاح الدين وأحياء أخرى تسيطر عليها المعارضة المسلحة في اليوم الثالث عشر من المعركة التي تسميها السلطات (أم المعارك) والمعارضة (معركة الفرقان). وقال مصدر مطلع إن الطائرات الحربية والمروحية قصفت أيضا منطقتي بستان القصر والكلاسة. وأضاف المصدر أن هناك جرحى في الشوارع جراء القصف, وأن الذعر ساد بين سكان المناطق المستهدفة الذين يحاولون الوصول إلى أماكن أكثر أمنا. وأشار إلى أن الجيش الحر مستمر في محاولة الاستيلاء على مزيد من المقار الأمنية ومنها مقر الأمن العسكري. وكان المصدر أكد في وقت سابق سيطرة الجيش الحر على مخافر أحياء الصالحين وهنانو وباب النيرب، وأسر عددا من جنود الجيش النظامي. وأوقعت الهجمات على المخافر عشرات القتلى في صفوف العناصر الأمنية النظامية، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أحصى أمس 62 قتيلا في صفوف القوات النظامية و27 في صفوف الجيش الحر والمجموعات المتحالفة معه. وأشار المصدر أمس إلى أن ضرب الجيش الحر لما يعرف ب(شبيحة آل بري) -وهم مجموعة إجرامية قوية يستخدمها النظام لقمع الاحتجاجات في حلب- وقتل زعيمها (زينو بري) يضعف أكثر فأكثر قدرة الأجهزة النظامية السورية على السيطرة على ما في يديها من أحياء حلب. وبالتزامن مع معركة حلب, نقلت المعارضة السورية المسلحة الليلة قبل الماضية معركتها في دمشق إلى مناطق كانت هادئة تماما. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن اشتباكات وانفجارت سجلت الليلة الماضية لأول مرة قرب حيّي بابا توما وباب الشرقي المسيحيين في دمشق العتيقة. وأشار عبدالرحمن إلى معلومات أولية تفيد بمقتل جندي نظامي, بينما تحدث شاهد عن هجوم استهدف موقعا عسكريا قبالة باب شرقي, وعن إطلاق نار غزير لنحو 15 دقيقة. من جهته, أكد مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية في دمشق أنه سمع إطلاق نار حتى ساعة متأخرة من الليل. وكان ناشطون تحدثوا قبل ذلك عن اشتباكات في أحياء بينها كفر سوسة والقابون, كما تحدثوا عن اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في مخيم اليرموك. وخارج حلب ودمشق, واصلت القوات النظامية أمس قصف مدن وبلدات تشهد إما مقاومة مسلحة وإما احتجاجات. وقالت لجان التنسيق المحلية إن قصفا عنيفا بالطائرات الحربية والمدفعية استهدف صباح أمس أحياء بحمص بينها جورة الشياح والخالدية, في حين تعرض حي دير بعلبة للاقتحام. وكانت السلطات تحدثت في وقت سابق عن استرجاع حي القرابيص بحمص من (المجموعات الإرهابية). كما استهدف القصف أمس بلدات في ريف حمص بينها القصير التي تهدمت فيها ثلاثة منازل على الأقل بفعل القذائف. وتحدث ناشطون عن مقتل عائلة بقصف مدفعي على دير الزور, وقالوا إن مدينة البوكمال القريبة لا تزال بدورها تتعرض للقصف. وأكد ناشطون حدوث اقتحامات لبلدات في ريف دمشق بينها عرطوز, بينما أكد ناشط ميداني للجزيرة أن بلدة (يلدا باتت مدمرة مثلما دمر حي باب عمرو بحمص). وفي ريف دمشق أيضا, أشار ناشطون إلى مقتل قائد إحدى كتائب المعارضة المسلحة في دوما. وواصلت قوات الأسد العمليات العسكرية في درعا مستهدفة بلدة الطيبة وفقا لصفحة الثورة السورية على الإنترنت.