سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأهلي كابيتال: أسهم الشركات الاستهلاكية الأكثر تأثرا بموسم الحج وشهر رمضان مستشار الثروات الرائد بالمملكة يحلل تأثير شهر رمضان وموسم الحج على الأسهم السعودية
في تقرير جديد نشرته اليوم الأهلي كابيتال، أوضح أكبر مدير للأصول ومستشار الثروات الرائد بالمملكة، أن اتجاه أحجام التداول ومستوى مؤشر الأسهم السعودية (تاسي) يتعرض للضغط قبل شهر رمضان المبارك مباشرة وخلال أغلب الأشهر. إلا أنه وبدءا من الأسبوع الثالث من رمضان وما بعده ستبدأ أحجام التداول ومستوى المؤشر في الصعود. وتشير هنا الأهلي كابيتال إلى أن قطاعات التجزئة والأغذية والاتصالات والعقارات هي المستفيد الأكبر من موسمي رمضان والحج بسبب زيادة الاستهلاك من قبل السكان المحليين والزوار. ومن ناحية أخرى، قد تشهد قطاعات البنوك والأسمنت والبناء تراجعاً في أنشطتها نظراً لانخفاض ساعات العمل ومستوى النشاط بسبب الإجازات الدينية.وفي تعليق له على التقرير الجديد، صرح فاروق مياه، رئيس إدارة أبحاث الأسهم بالأهلي كابيتال، (نلاحظ أن كمية الأسهم المتداولة تبدأ في الانخفاض خلال فترة ال 6-8 أسابيع التي تسبق شهر رمضان مباشرة، وتبقى منخفضة خلال معظم أيام الشهر، فقد كانت كمية الأسهم المتداولة خلال شهر رمضان على مدى السنوات الخمس الماضية تقل بنسبة 51% في المتوسط عن مستواها في السنة ككل. ونعتقد أن هذا يعكس انخفاضا في مستوى الرغبة في التداول لدى صغار المستثمرين نظرا لتركيزهم على أداء العبادات خلال الشهر الفضيل).تشير بيانات الأهلي كابيتال إلى أنه خلال فترة ال 8 أسابيع وأسبوعين قبل بداية شهر رمضان، يكون الاتجاه الغالب في السوق هو الشراء، مما يدفع مستوى المؤشر إلى الارتفاع. ولكن، بين الفترة الممتدة من أسبوعين قبل شهر رمضان وحتى الأسبوع الثالث من الشهر، ومنذ عام 2000م (ما عدا 2005 و2008) كان المؤشر ينخفض في المتوسط بنسبة 2.3%. وهو ما يمكن أن يعزى إلى لجوء صغار المستثمرين إلى تصفية جزء من محافظهم لتغطية التكاليف الإضافية التي يتكبدونها في شهر رمضان.ويشير التقرير إلى وجود زيادة ملحوظة في حجم التداول ومستوى المؤشر تبدأ من الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك فما بعده. وتعتقد الأهلي كابيتال أن هذا يمكن أن يكون بسبب أن العديد من المستثمرين يأملون في الاستفادة من انتعاش السوق حالما يعاود العمل بعد رمضان. وقد كان ارتفاع مؤشر سوق الأسهم السعودية في المتوسط بنسبة 5.9% ما بين الأسبوع الثالث من شهر رمضان والأسبوع الثامن بعده. كذلك ترتفع أحجام التداول بنسبة 126% في المتوسط خلال الشهرين اللذين يليان رمضان مقابل متوسط التداول خلاله.تعتقد الأهلي كابيتال من خلال تحليل النتائج الفصلية للأسهم التي تغطيها أن أسهم التجزئة والصناعات الغذائية هي الأكثر تأثرا إيجابيا بشهر رمضان المبارك. ويشير هنا السيد مياه إلى أنه (على سبيل المثال، وبناء على ما ذكرته إدارة شركة المراعي، نعتقد أن مبيعات الشركة من منتجات الألبان الأساسية تتضاعف خلال شهر رمضان. وبالإضافة إلى ذلك، سوف تستفيد شركات التجزئة الأخرى مثل الحكير وجرير بسبب زيادة إقبال الناس على شراء الهدايا. وكذلك ستستفيد أسهم الاتصالات والطاقة المتجددة أيضا بسبب زيادة استخدام الاتصالات من قبل السكان المحليين والزوار، فضلا عن بلوغ نسبة الإشغال في معظم الفنادق في مدينتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة مستوياتها القصوى في هذين الموسمين، وهو ما يعود بالأثر الإيجابي المباشرة على أسهم شركات الضيافة مثل طيبة). وتعتقد الأهلي كابيتال أن مستوى النشاط الذي تسجله قطاعات البنوك والأسمنت والبناء والشركات الصناعية سينخفض خلال شهر رمضان. بالنسبة للبنوك، فالأمر يرجع أساسا إلى انخفاض ساعات العمل والطلب على القروض وانخفاض نشاط سوق الأسهم السعودية. أما بالنسبة لقطاعات الأسمنت والبناء والصناعة، فهذا يرجع إلى انخفاض نشاط البناء خلال شهر رمضان نظرا لصعوبة العمل في مواقع البناء أثناء الصيام. وفي حالة قطاع الأسمنت، نجد أن حجم المبيعات خلال شهر رمضان في السنوات الثلاث الماضية يقل بنسبة 36% من المتوسط عنه في الشهر الذي يسبقه.و وفقا لإدارة الإحصاءات المركزية السعودية، أدى فريضة الحج في عام 2011م ما يقارب 2.9 مليون شخص، بزيادة تقارب 5% على أساس سنوي، منهم حوالي 1.1 مليون حاج من داخل المملكة و1.8 من الخارج. ووفقا لتقارير مختلفة، فإن الاقتصاد السعودي يستفيد بمقدار 30 مليار ريال من موسم الحج كل عام.ويشير تقرير الأهلي كابيتال إلى أن القطاعات الرئيسية التي يعتبر الحج مهما لها هي الاتصالات وتجارة التجزئة والأغذية والعقارات والبنوك – وهو ما يرجع بدرجة كبيرة إلى طبيعة منتجاتها الاستهلاكية وزيادة تدفق الناس والمال إلى البلاد لأداء فريضة الحج. الاتصالات: هناك منافسة كبيرة للاستفادة تجاريا من تدفق الحجاج الأجانب الذين يقيمون عادة في المملكة لمدة ثلاثة إلى أربعة أسابيع ويحتاجون للكثير من المكالمات الدولية. وتقدم الشركات الرئيسية الثلاث الهدايا المجانية لهؤلاء الحجاج كالحقائب والأقلام والشماسي وغيرها. بالنسبة لموبايلي (التي تأتي كل إيراداتها من السعودية، وبالتالي فهي أسهل للتحليل)، فقد شكل صافي دخل الربع الأخير في السنوات القليلة الماضية في المتوسط حوالي 35% من الدخل الإجمالي السنوي للشركة وارتفع صافي الهوامش حوالي 800 نقطة عنه في الفترات الفصلية الأخرى. وقد بدأت كل من موبايلي وشركة الاتصالات السعودية في التنافس في الخارج للاستفادة من هذا الموسم. فعلى سبيل المثال عقدت الشركتان تحالفات مع وكلاء سفر الحجاج في دول كبرى مثل إندونيسيا وتركيا لتقديم شرائح الهاتف الجوال للحجاج قبل مغادرتهم بلدانهم.في عام 2011م، ذكرت شركة الاتصالات السعودية في بيان لها أنها شهدت زيادة قدرها خمسة أضعاف في حركة البيانات خلال فترة الحج مقابل عام 2010م. وذكرت أيضا أنها شهدت زيادة بنسبة 51% في استخدام الرسائل القصيرة. لكن العائد على هذه الأرقام الهائلة ربما يكون موضع تساؤل لأنها وفرت عروضا جذابة للغاية ومنها أول دقيقتين مجانا للمكالمات الدولية وأول رسالتين مجانا مع خصم 40% على الرقم الدولي المفضل للعميل في حال الطلب. كذلك أعلنت موبايلي أنها شهدت زيادة بنسبة 225% على أساس سنوي في مكةالمكرمة في المكالمات الدولية الواردة خلال الأيام القليلة التي تسبق فترة الحج مع بدء الحجاج الاتصال. وقد ذكرت موبايلي في صحيفة محلية منفصلة أنها شهدت في اليوم الأول من فترة الخمسة أيام الرئيسية للحج زيادة بنسبة 30% في المكالمات الدولية وزيادة بنسبة 10% في المكالمات المحلية على أساس سنوي في منى (المشعر الرئيسي الذي يقيم فيه الحجاج في هذا اليوم).التجزئة: شركات التجزئة المختصة بالملابس كالحكير تستفيد أيضا من موسم الحج نظرا لوجود العديد من فروعها في مكةالمكرمة حيث يشتري الكثير من الحجاج الهدايا لأقاربهم في بلدانهم. ويوجد في مكةالمكرمة والمدينة المنورة عدة مراكز تجارية كبيرة بالقرب من الحرمين الشريفين والتي تتواجد فيها فروع الحكير. أما جرير فاستفادتها محدودة نظرا لعدم وجود فروع لها في المنطقة المحيطة مباشرة بالمشاعر المقدسة.الشركات الغذائية: تستفيد الشركات الغذائية مثل المراعي من موسم الحج نتيجة لوجود مليوني حاج من خارج المملكة يستهلكون منتجاتها. ولكن يبقى شهر رمضان المبارك أكثر أهمية من الحج بالنسبة لشركة المراعي لأن الغالبية العظمى من السكان البالغ عددهم 28 نسمة يستهلكون في مدة شهر كميات أكبر مما يستهلكه مليونا شخص خلال فترة الحج المحدودة.العقارات: طيبة هي المستفيد الرئيسي من الشركات المشمولة في تغطية الأهلي كابيتال نظرا لكون غالبية فنادقها تقع في مناطق المشاعر بمكةالمكرمة والمدينة المنورة. ففي السنوات القليلة الماضية، شكل صافي دخل الربع الأخير من السنة حوالي 50% من صافي دخل السنة بكاملها. وتعتقد الأهلي كابيتال بناء على مناقشاتها مع أراك (الذراع السياحية لشركة طيبة القابضة) أنه قد تم شغل جميع عقاراتها خلال فترة الحج في عام 2011م. لكنها أوضحت كذلك أن معدلات الإشغال في جميع المناطق المركزية للقطاع انخفضت بين 5% و7% على أساس سنوي في عام 2011م وهو ما يعزى في المقام الأول لسعي المزيد من الحجاج إلى البحث عن فنادق / شقق المفروشة بأسعار أرخص. البنوك: أبرز المنافع التي تعود على القطاع المصرفي خلال الحج هي زيادة الودائع (على سبيل المثال، ودائع الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعمل في مناطق الحج) والتحويلات وتعاملات الصرف الأجنبي وأجهزة الصراف الآلي، حيث أن فروع البنوك في مكة والمدينة والمطارات تبقى تعمل خلال العطلة كالمعتاد بينما تكون العمليات المصرفية في باقي أنحاء البلاد محدودة (على سبيل المثال، معظم فروع البنوك تقفل خلال عطلة الحج). وبالتالي، فإن إغلاق البنوك في باقي مناطق المملكة يحد من قيمة المكاسب التي تحققها فروعها في المنطقة الغربية.وتوضح الأهلي كابيتال في التقرير الجديد أنه نظرا لوجود مشاعر الحج في المنطقة الغربية من المملكة، فإن الشركات التي تتركز في المناطق الأخرى تخسر نتيجة تدفق الناس باتجاه المنطقة الغربية. فمثلا، يتركز وجود العثيم بشكل رئيسي في المنطقة الوسطى، وبالتالي فإن ذهاب الكثير من الناس لمدة أسبوع أو أسبوعين من الرياض إلى مكة لأداء الحج يؤثر سلبا على العثيم بسبب انخفاض أعداد المستهلكين داخل مدينة الرياض وحولها.من ناحية أخرى، فإن العديد من المحلات الموجودة في المناطق الرئيسية للحج وحولها هي محلات صغيرة وتستفيد من موسم الحج على حساب المتاجر الكبرى الموجودة في بقية المنطقة.