إذا نحن أردنا أن نكتسب الأصدقاء فلنضع أنفسنا في خدمة غيرنا من الناس . ولنمد إليهم يداً مخلصة نافعة مجردة من الأنانية والمصلحة الذاتية. إن في وسع المرء أن يفوز باهتمام أرفع الناس قدراً وأعظمهم درجة لو أنه أبدى بهم اهتماماً. وفي وسعه أن يعقد من الصداقات في مدى مدة بسيطة عن طريق اهتمامه بالناس أكثر مما قد يتسنى له في مدة طويلة عن طريق حمل الناس على الاهتمام به. وقد قيل إن الشخص الذي لا يهتم بالآخرين هو أخلق الناس بمعاناة شدائد الحياة وفي مثل هذا الشخص تتجلى الخيبة الإنسانية . في مختلف صورها فلماذا يبدي الناس اهتماما بك ما دمت أنت لا تهتم بهم أولاً فكيف تحاول اجتذاب أنظار الناس إليك . دون أن يتجه نظرك أولاً إليهم؟. الإنسان في الحياة يحتاج إلى الحب حتى الحيوان أيضاً يحب . إن الحب غريزة في النفس ولا يحتاج الإنسان إلى قراءة كتاب في اكتساب الأصدقاء والتأثير في الناس بل إنه يجيد هذا الفن بغريزة فيه ، إن الحب كنز فجرب يا عزيزي ذلك الحب فستجد الناس تتلهف إليك وإلى كسب حبك ولكي تملك زمام الناس دون أن تسيئ إليهم أو تثير عنادهم فابدأ بكلمة حب وألفت النظر إلى الأخطاء بطرف خفي. قال تعالى: (واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً).