عقب تدشينه المرحلة الأولى لمشاريع المدن الجامعية وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله كلمة واضحة طالب من خلالها المسؤولين بفتح أبوابهم أمام المواطنين، ذاكرا: “أنتم كلكم ونحن خدام لهذا الشعب ولهذا الوطن، خدام قبل كل شيء لديننا الذي لا نزيح عنه إن شاء الله”. ومثل هذه الكلمة ومضامينها حينما تصدر من قائد لدولة فإنها تؤكد على أن خدمة الشعب هي الهدف والغاية التي يجب أن يقوم بها كل مسؤول بالدولة . وللحقيقة أقول إنه على مدى عقدين ونيف من الزمن قضيتها داخل أروقة الصحافة الورقية أدركت أن تجاوب المسؤولين مع وسائل الإعلام خاصة الصحافة الورقية حينما تتحدث عن ظواهر سلبية أو معاناة مواطنين فان التجاوب مع القضية يعتمد على عدة مسارات اما أن يسعى القطاع الحكومي للاعتراف بالخطأ والإشارة إلى إصلاحه وهذا ما نراه ببعض القطاعات الحكومية الخدمية . وإما أن يكون تجاوبا سريعا متضمنا عبارة “ لا صحة لما نشر “ وهي عبارة حفظناها وألفنا قراءتها كعاملين في الصحافة كما ألف قراءتها الكثير من القراء . وإما أن يغيب التجاوب كليا فيظن الصحفي محررا كان أو كاتبا بأن هذا القطاع ليس لديه إدارة للعلاقات العامة أو أن مسوؤليه لا يقرأون الصحف المحلية !. وبعيدا عن الصحافة وما تتناوله بين الفينة والأخرى أقول بأن هناك قطاعات حكومية سعت بجد واجتهاد لتطوير آليات تعاملاتها مع المواطنين والاستماع إلى شكاواهم وملاحظاتهم من خلال ما عرف بإدارة خدمات العملاء أو إدارة خدمات المراجعين والتي يمكن للمواطن متابعة معاملته هاتفيا دون حاجة لمراجعة الإدارة . وفي المقابل هناك قطاعات يرى المواطنون أن المحيطين بالمسؤول من أكثر الناس ضررا به إنذيطلقون دوما عبارة “ كله تمام وما يقال بالصحافة لاصحة له وما يشكو منه المواطنون لا أساس له من الصحة “ ويسعى البعض من هؤلاء للقول للمسؤول بأن هؤلاء المواطنين إما راغبين في إثبات الذات أو أنهم غوغائيون ومشاغبون !. وبين هذا وذاك أسال كم مسؤول أغلق الأبواب ووضع الحجاب ؟ من المؤسف أن بعض مسؤولينا لا يحسنون الاختيار لمعاونيهم الذين يكون ضررهم أكثر من نفعهم ولو سعى كل مسؤول لقراءة كلمة خادم الحرمين الشريفين بتمعن لأدرك بأن اختياره لبعض مساعديه لم يكن موفقا . وقد زف لي أحد المواطنين قبل أيام خبرا مفرحا عن تجاوب جيد وخطوة موفقة انتهجتها وزارة العمل لمتابعة قضايا المواطنين اذ يقول : بعثت ببرقية لمعالي وزير العمل شرحت من خلالها حالة ضرر أصابتني ولم أكن متفائلا كثيرا بحلها بعد أن بلغ مني اليأس مبلغه لكنني فوجئت بأحد مسؤولي وزارة العمل وهو يبلغني هاتفيا بوصول برقيتي لمعاليه وتوجيهه بإنهائها وضبط المخالفات وتغريم المخالف . ولم تمض أيام حتى وجدت أن ما تلقيته من كلمات عبر الاتصال الهاتفي أصبح حقيقة أمامي فالمخالفة أزيلت والمخالف غرم . كلمات جميلة قالها مواطن لكن كم مسؤول يدرك بأن من حوله قد يسيئون له ولإدارته بتصرفاتهم ويغيبون شكاوى المواطنين والحقيقة عنه ؟.