عدّ صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم بروز الإستراتيجية الوطنية لتطوير الرياضة المدرسية أمام الشركاء تحقيقاً لحلم ظل يراوده منذ تسلمه الوزارة، مبيناً أن الشركاء يمثلون شرائح مهمة في عملية بناء أبناء وبنات الوطن. وقال سموه في كلمة له في ختام ورشة العمل الخاصة بمشروع الإستراتيجية الوطنية لتطوير الرياضة المدرسية تحت عنوان “ لقاء الشركاء “ التي انعقدت في الرياض أمس بحضور وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة : “ إن بناء الإستراتيجية فرضه ضياع الكثير من الفرص للبلاد في المشاركات الدولية بالرغم من توفر كل الإمكانيات، فالإستراتيجية فيها آمال كبيرة وستحقق الكثير” . وعدّ التشاور مع الشركاء أمراً محمود ، موضّحاً أن هذا العمل يصب في بناء أبناء الوطن، وللمرأة حق كما للرجل في أن تعيش، ضمن مفاهيمنا وقيمنا، مفيداً أن الوزارة تتطلع لقيام اتحاد الرياضة المدرسية قريباً. وتحدث سمو الأمير فيصل بن عبدالله عن الشراكة مع القطاع الخاص والأفراد ، داعياً إلى تعاون كل شرائح المجتمع لبناء مستقبل أبنائنا , مؤكداً أن برنامج الملك عبد الله لتطوير التعليم من أهم المشروعات التي تضطلع بها وزارة التربية والتعليم وتمثل أنموذجا لبناء الإنسان. وأوضحّ وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة من جانبه في كلمة له خلال انعقاد الورشة أن الوزارة شريكاً دائماً لوزارة التربية والتعليم، حيث ترتبط مخرجاتها ارتباطاً وثيقاً بوزارة الصحة، في عدة نواحي، معرباً عن اعتقاده بأن الصحة البدنية ممثلة في الرياضة المدرسية جزء من مفهوم نظرة الصحة العامة التي بات الاهتمام بها على نطاق العالم، مبيّنا أن هذا المفهوم قاد إلى إعادة هيكلة وزارة الصحة وإنشاء وكالة تحت مسمى “وكالة الصحة العامة” تعنى بتغيير أنماط الحياة المرتبطة بالغذاء والنشاط البدني، والتخلص من العادات التي تؤثر على مفهوم الصحة. وقال :” إن الوزارة ستكون شريكاً في تنفذ الإستراتيجية الوطنية لتطوير الرياضة المدرسية التي ينبغي أن تخرج لتحقق المفهوم الحديث للصحة العامة والصحة المدرسية والرياضة البدنية التي تنعكس على أجيال قادمة ليس فقط في أبدانها وإنما في عقولها”. وبين الدكتور عبدالله الربيعة أن إعداد الإستراتيجية استغرق نحو عام في البحث عن الجهات المؤهلة في بناء الإستراتيجية، واختيُر لذلك شركة إسبانية، وظللنا نعمل على هذا الأمر على مدى ثمانية أشهر، واليوم يدلل الحضور المهم للورشة على أهمية هذا العمل في بناء أبنائنا وبناتنا كونه يمثل مستقبل وطن، مضيفا أن “إيمان الناس ومشاركتهم في الإستراتيجية هو ما يقود لنجاحها”، متمنياً أن يطلع الجميع على الاستراتيجية ليؤمنوا بها ولتُدار إدارة واعية، حيث إن أهميتها تتمثل في أنها تعطي هدفاً ورسالة وتوجهاً”. وأوضح نائب وزير التربية والتربية والتعليم رئيس اللجنة التنفيذية للإستراتيجية الدكتور حمد آل الشيخ من جهته أن الإستراتيجية تؤكد دور الرياضة في مجالاتها الثلاث، الصحي والترويحي والتنافسي. يذكر أن الجلسة الختامية للورشة استُعرضت التوصيات التي اقتُرحت من المجموعات الست التي ناقشت محاور الورشة وكان أبرز هذه التوصيات : إعادة تسمية مادة التربية ليكون اسمها (مادة التربية البدنية والصحة) والتأكد من شمول المنهج للمفاهيم الصحية , وزيادة الوقت المُتاح , والتأكيد على دور المعلم في هذا المنهج , وضرورة استثمار المادة بشكل أكبر في تغيير اتجاهات الطلاب نحو ممارسة النشاط البدني والرياضة , إضافة إلى الاعتماد على أساليب التعليم التفاعلي والتشويقي في تنفيذ برامج التربية البدنية , والتأكيد على استكمال المنشآت الرياضية اللازمة وتجهيزها بالأدوات الرياضية كافة التي تساعد على تنفيذ برامج التربية الرياضية الصحية في المدارس بدءا بالأدوات عالية التأثير , وفتح المجال أمام المدارس للاستفادة من هذه المنشآت في خارج أوقات الدوام الرسمي إضافةً إلى فتحها أمام القطاع الخاص لاستثمارها . , وتكوين لجنة تنسيقية أو فريق عمل بين الجهات المستفيدة والمعنية للعمل على تفعيل الأدوار المُختلفة , وإنشاء اتحاد للرياضة المدرسية يُسهم في تنفيذ برامج الإستراتيجية , وتفعيل دور مشاركة القطاع الخاص في دعم الرياضات المدرسية من خلال رعاية المسابقات والدوريات على المستويات كافة وإقامة مسابقات مشتركة بين الشركات, ورعاية البرامج المُعزّزة للصحة , ورعاية الموهوبين , ورعاية الدراسات البحثية .