أعلن وسيط الاتحاد الأفريقي في الأزمة بين طرفي السودان أن الرئيس السوداني عمر البشير سيلتقي رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت لنزع فتيل التوترات بين البلدين الجارين بعد تأجيل اجتماع قمة بينهما في وقت سابق إثر مواجهات حدودية. وقال ثابو مبيكي بعد لقائه الرئيس السوداني مساء أمس الاول في الخرطوم إن البشير أكد له أن الاجتماع سيعقد بعد التحضير اللازم له، مشيرا إلى أن موعد ومكان اللقاء سيتحددان بعد أن تنهي اللجنة التحضيرية مهمتها. وذكر أيضا أن البشير أكد له أنه ليس هناك ما يخشاه مئات آلاف السودانيين الجنوبيين الذين يعيشون في السودان منذ عشرات السنين بعد ما تنتهي الأحد مهلة أعطيت لهم لتوفيق أوضاعهم. وكان مبيكي قد بدأ في وقت سابق من جوبا جولات مكوكية بين البلديْن . حيث أعاد طرح وثيقة أعدتها لجنته ليناقشها الجانبان في جولة محادثات جديدة في أديس أبابا بعد انهيار الجولة السابقة يوم الأربعاء. وذكر الوسيط الأفريقي عقب لقائه ميارديت في وقت سابق أمس للصحفيين أن الأخير أكد له ضرورة عقد قمة بينه والرئيس البشير. وتأتي هذه اللقاءات بين مبيكي (الرئيس السابق لجنوب أفريقيا) والقادة السودانيين بعد فشل المفاوضات بشأن الأمن في أديس أبابا الأربعاء برعاية الاتحاد الأفريقي. ونفى مبيكي أن تكون هذه المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، مؤكدا أن المحادثات ستستأنف خلال أسبوع إلى عشرة أيام لأن الجانبين “يبديان استعدادهما للعودة إلى المفاوضات”. في الأثناء هدد أتيم قرنق القيادي بالحركة الشعبية (الحزب الحاكم بالجنوب) من أن بلاده قد تتعامل بالمثل مع المواطنيين السودانيين الموجودين في أراضيها إذا قامت الحكومة السودانية بطرد المواطنين الجنوبيين بعد التاسع من الشهر الجاري، وفق ما نقله مراسل الجزيرة نت في جوبا مثيانق شريلو. وكانت الحكومة السودانية أعلنت 9 أبريل الحالي موعدا نهائيا لمواطني جنوب السودان المقيمين بالشمال لتوفيق أوضاعهم. وانفصل جنوب السودان عن السودان في يوليو الماضي بموجب استفتاء على تقرير المصير ضمن اتفاق سلام وقع عام 2005، لكن الجانبين ما زالا يتنازعان بشأن العديد من القضايا، في مقدمتها الحدود ورسوم عبور البترول الذي ينتج 75% منه بالجنوب وتوجد كافة بنيات نقله وتصفيته وتصديره بالشمال. يُذكر أن جيشي البلدين خاضا يومي 26 و27 مارس معارك غير مسبوقة منذ تقسيم السودان، وتبادلا تهما بشن هجمات استهدفت منشآت نفطية على جانبي الحدود.