بدأ وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارة رسمية إلى سوريا للتحقق من مزاعم الولاياتالمتحدة بأن الموقع الذي قصفته إسرائيل في سبتمبر الفائت كان مفاعلا نوويا سريا عملت سوريا على إنشائه بمساعدة من كوريا الشمالية.إذ وصل أمس أربعة من مفتشي الوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة برئاسة نائب مدير الوكالة أولي هيانونن إلى دمشق في مهمة رسمية تستغرق ثلاثة أيام بمقتضي الاتفاق الذي تم مع الحكومة السورية للتفتيش في موقع الكبر شمال شرق البلاد. وسيحقق مفتشو الوكالة في اتهامات أميركية بأن سوريا تبني سرا مفاعلا نوويا بتكنولوجيا كورية شمالية وسط تعتيم إعلامي متفق عليه بين الوكالة والسلطات السورية لإبقاء تفاصيل التفتيش طي الكتمان.وكانت سوريا استبقت وصول الوفد بالتأكيد على أن مهمة الفريق الدولي ستقتصر على التفتيش في موقع الكبر الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية ولن يطول مواقع أخرى طالبت الولاياتالمتحدة بفتحها أمام التفتيش.وجاءت التأكيدات السورية على لسان الرئيس بشار الأسد الذي قال في وقت سابق الشهر الجاري إن زيارة مواقع أخرى غير «الكبر» لا تندرج في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الوكالة الدولية. من جانبه حث مدير الوكالة محمد البرادعي دمشق على التعاون والشفافية مع فريق المفتشين منتقدا الولاياتالمتحدة لعدم إخطارها الوكالة الدولية بالمعلومات الخاصة بالمفاعل النووي السوري المزعوم.وقال في تصريح صحفي «أشك في أننا سنعثر على أي شيء هناك الآن، هذا بافتراض أنه كان هناك أي شيء في المقام الأول».وفي تعليق على زيارة الوفد قالت مصادر دبلوماسية مقربة من الوكالة الدولية إنه لم يتضح ولعدة أيام قليلة قبل وصول الوفد ما إذا كانت السلطات السورية ستسمح له بإحضار رادار متطور يخترق الأرض للتفتيش في الأساسات الإسمنتية المسلحة للمبنى الجديد الذي شيدته سوريا في موقع الكبر على أنقاض المبنى السابق.وأضافت هذه المصادر أن فريق المفتشين سيسعى للكشف عن بقايا أنابيب المياه الواصلة بين الموقع ومضخة المياه، وذلك للتأكد من جود أي تشابه مع المفاعلات النووية التي أقامتها كوريا الشمالية، وتفقد المواقع التي تم فيها تخزين الأنقاض الناجمة عن الغارة الإسرائيلية وعما يقال من عملية تفجير منظمة قامت بها السلطات السورية بعد الغارة.