سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مياه الصرف الصحي المعالجة في الدول العربية يمكن أن تكفي لإنتاج قمح يؤمن الاكتفاء الذاتي لنحو 180 مليون عربي فيما رأس وزير البيئة السوداني أعمال الجلسة التاسعة من منتدى البيئة الخليجي الثالث ..خبراء البيئة والموارد المائية:
عقد منتدى البيئة الخليجي الثالث تحت شعار الاقتصاد الأخضر والمسؤولية الاجتماعية أعمال جلساته العلمية أمس والمنعقد في مدينة جدة بحضور خبراء وباحثين ومهتمين من مختلف دول العالم. ورأس جلسة العمل التاسعة بعنوان استراتيجيات متطورة للمياه وإعادة الاستخدام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معالي وزير البيئة والتنمية العمرانية في جمهورية السودان الدكتور حسن عبدالقادر هلال الذي نوه بجهود المملكة العربية السعودية في استضافة المنتديات والمؤتمرات ذات العلاقة بالبيئة وحمايتها والعمل على تقديم الحلول التي من شانها الوصول إلى بيئة عربية مستدامة. وشدد وزير البيئة السوداني على أهمية تضافر الجهود في مواجهة التحديات الراهنة والمخاطر التي تواجه البيئة العربية. ولفت إلى أن منتدى البيئة الخليجي الثالث حافل بالموضوعات المهمة ذات العلاقة بالإنسان والبيئة والتنمية المستدامة والتجارة والبيئة والصحة ومشاكل الاحتباس الحراري بالإضافة إلى الموضوعات الخاصة بالتصحر والتنوع البيولوجي والوضع البيئي العربي. ودعا إلى وضع رؤية مشتركة حول الإدارة المتكاملة للموارد المائية وخاصة الموارد المائية العربية المشتركة وتقديم المشورة الفنية بشأن النظم والتشريعات الخاصة باستخدام المياه واقتراح وصياغة السياسات الخاصة بحماية الموارد المائية. ودعا الوزير السوداني إلى تسخير كافة القدرات العربية لتحقيق أفضل الممارسات البيئية الواعية والمسئولة لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة مع ضمان فرص التمويل مؤكدا أهمية الاستفادة من الجهد العالمي الكبير الذي بدأ في قمة الأرض بريودي جانيرو /البرازيل وكيوتو /اليابان/ ثم ديربان في جنوب إفريقيا لتلافي ازدياد حرارة الأرض التي بلغت أقصى درجات حرارتها في العام 1998م وشهدت ذوبان جبال الجليد. وشدد هلال على أهمية التنسيق والتحضير العربي الجيد لمؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة /ريو زائد 20/ المقرر عقده في البرازيل في يونيو 2012م وكذلك الإعداد الجيد للخطة التنفيذية للإستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث والتنسيق بشأن التعامل مع قضايا المناخ والمفاوضات الخاصة به في إطار التحرك العربي وعلى المستوى الدولي. كما تحدث رئيس شركة أسمى الحلول البيئية السعودية “ الدكتور فاضل بسيوني عن تقييم جودة مياه الشرب في خزانات المياه في المباني مشددا إن سلامة المياه موضوع يمس جميع أفراد المجتمع فهو ليس بحالة فردية بل حالة مجتمعية عامة مسئول عنها كل من ينتمي إلى هذا المجتمع أو ذاك. بغض النظر عن موقعه ومسؤولياته ودوره. وقال إن الكل مسئول عن المحافظة على سلامة هذه المياه بدءاً من محطات التحلية أو الآبار الجوفية أو خطوط النقل إلى خزانات المباني السكنية إلى حنفية المستهلك وانطلاقاً من هذه الأهمية التي تحظى بها مياه الشرب للبشر من سكان المدن والأرياف فقد أولت هذا المنتدى أهمية كبرى لمياه الشرب وان تصل آمنة ونظيفة إلى كافة أفراد المجتمع بدون استثناء وبكميات وافرة حتى أن معدل استهلاك الفرد من المياه العذبة. بعد ذلك تحدث كل من عضو اللجنة الاستشارية للمؤسسة الألمانية لتحليه مياه البحر روبرت فلاييشسيج عن استراتيجيات تحليه المياه وتقنيات مياه الشرب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فيما تحدث المدير الإقليمي لبرنامج المياه بمركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية وأوروبا الدكتور خالد أبو زيد عن تجميع مياه الصرف المعالجة واستخداماتها في الرأي والزراعة والمتطلبات التشريعية. موضحا أن مركز سيداري للبيئة والتنمية للإقليم العربي وأوربا أن المنطقة العربية من أفقر المناطق بالمياه ومع زيادة عدد السكان والظروف المناخية وهناك شح في الموارد المائية المتجددة والمعروف أن نحو 65 بالمئة من المياه العربية تنبع من خارج الحدود وبالتالي التعاون مع الدول موضوع مهم جدا لتحقيق العدالة في توزيع المياه بين دول المصب ودول المنبع. مشيرا إلى أن العالم اليوم يتجه نحو الاستثمار في المخلفات الالكترونية وهناك فرص للاستثمار في مشاريع اقتصادية وبنفس الوقت تحافظ على البيئة لافتا إلى أبداء شركات عالمية كبيرة رغبتها في الاستثمار في الدول العربية في هذا المجال. وقال أبو زيد أن مياه الصرف الصحي المعالجة ستكون هي المورد المائي المتجدد وخاصة لأغراض الزراعة في المستقبل القريب في الدول العربية إذ بينت إحدى الدراسات أن مياه الصرف الصحي المعالجة في الدول العربية يمكن أن تكفي لإنتاج قمح يؤمن الاكتفاء الذاتي ل? 180 مليون عربي. وأضاف أبو زيد انه لابد من وجود قاعدة للبيانات في الدول العربية لجمع المعلومات ليس فقط التقنية والفنية الخاصة بكميات الامطار التي تتساقط في كل دولة وإنما استخدامات المياه في تلك الدول وتحديد وتدقيق البيانات سيما في تلك الظروف إضافة إلى موضوع أحواض المياه الجوفية المشتركة بين الدول كما لا بد من تدقيق البيانات حول والاتفاقيات مفيدا أن مركز سيداري للبيئة والتنمية هدفه الرئيسي هو تحقيق التنمية في الدول المختلفة مع الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية لا هدرها وتلويثها وقد يكون لبعض الحلول تكلفة باهظة لا تستطيع كل الدول الاستثمار فيها لكن هناك حلول بسيطة مع بداية تنمية مشروع معين لابد من أخذها بالاعتبار للخروج بمشاريع تنموية ناجحة. ثم تحدث كل من المدير التنفيذي لمؤسسة ديستريك الألمانية الدكتور تيمو جروب عن الاستفادة من الابتكارات في مجالات التقنية الشمسية والمتجددة لإنتاج المياه في منطقة الخليج مشير الى ان قطاع الطاقة في الخليج يحتاج الى 50 مليار دولار امريكي من الاستثمارات ومن بينها استخدام الطاقة وبالتالي الاستفادة من الابتكارات التقنية في الطاقة المائية ولفت الى ان الشمس تعد الطاقة الميكانيكية في المياه المتدفقة حيث إن 23% من الطاقة الشمسية التي تصل الأرض تسقط على سطح البحار والأنهار والمحيطات فيتبخر الماء منها ويتصاعد بخار الماء مع الهواء إلى طبقات الجو العليا، فيبرد ويكوّن السحب التي تسير، مع الهواء، إلى مناطق بعيدة، وإذا ما قابلت سفوح الجبال، فإنها تبرد وتتحول، ثانياً، إلى ماء أو برد يهطل فوق هذه الجبال، ومنها يندفع إلى أسفل بسرعة كبيرة، فيكون المجارى المائية والأنهار وجزء آخر من الأمطار يتجمع فوق الجبال في بحيرات كبيرة، حتى إذا ما امتلأت، فاض منها الماء هابطاً إلى أسفل مكوناً المساقط المائية. وقال انه يمكن استغلال طاقة الوضع المكتسبة في كميات الماء الهائلة المخزونة في هذه البحيرات، بحيث توضع بوابات عند مخارج هذه البحيرات تتحكم في معدل سقوط الماء وعند اندفاع الماء المخزون في البحيرة إلى أسفل تتحول طاقة الوضع إلى طاقة حركة، فإذا ما سقطت على توربين متصل بمولد كهرباء، تتحول طاقة الحركة هذه إلى طاقة ميكانيكية تدير التوربين، وتولد الكهرباء، وكفاءة توليد الطاقة الكهربائية من المساقط المائية تصل إلى 85% وهى أعلى من كفاءة توليد الكهرباء بواسطة المحطات الحرارية. وشدد على أن دول كثيرة عملت في إنشاء السدود عند منافذ البحيرات المرتفعة، وفي مناطق الشلالات. وفي البلاد التي بها أنهار يمكن بناء السدود والخزانات الكبيرة على مجارى هذه الأنهار، واستخدام ارتفاع منسوب المياه وراء السد في إدارة التوربينات لتوليد الكهرباء. واختتمت جلسة العمل التاسعة بورقة عمل قدمها نزار كاموري الرئيس التنفيذي لشركة سويدو كيكو الشرق الأوسط عن الاعتبارات الخاصة بالاستدامة والمتعلقة بمعالجة وإنتاج المياه في المملكة دراسة حالة تجفيف بحيرة نظيم السعودية في الرياض قبل الموعد المحدد ب(5) أشهر ومعالجة ما نسبته (100%) من الحمأة الموجودة في قاع البحيرة مشيرا الى ان نجاح شركة المياه الوطنية في تحقيق رقم قياسي جديد والخاص بتجفيف بحيرة الصرف الصحي شرق النظيم بمدينة الرياض في شهرين فقط وقبل الموعد المحدد بخمسة أشهر، والتي تبلغ مساحتها خمسة ملايين متر مربع بتكلفة مالية بلغت 25 مليون ريال يعد انجازا. حيث تتم معالجة قاع البحيرة من الحمأة والرواسب البيئية، حيث بلغت نسبة الإنجاز حتى تاريخه 85 في المائة. بعد ذلك كرمت الدكتورة ماجدة أبو رأس نائبة الرئيس التنفيذي لمنتدى البيئة الخليجي الثالث الوزير السوداني والمتحدثين.