وجه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب كلمة في افتتاح أعمال الدورة ال 29 أمس في مدينة الحمامات التونسية، ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير احمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية ورئيس وفد المملكة. وفي ما يلي نص كلمة سموه: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين صاحب الفخامة الرئيس/ محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب معالي أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب أصحاب المعالي والسعادة أيها الإخوة الحضور: يسرني أن ألقي على حضراتكم كلمة أخيكم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. فخامة الرئيس محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة أيها الإخوة الأعزاء: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: كم كان بودي مشاركتكم هذا اللقاء الأخوي.. إلا أن تزامن انعقاده بوقت إجرائي فحوصات طبية مجدولة حال دون ذلك.. ويسرني في البداية أن أتوجه بالشكر والتقدير لتونس الشقيقة قيادة وشعبا.. على ما نلقاه في هذا البلد المضياف من حفاوة وإكرام.. كما يشرفني أن أنقل لكم تحيات وتقدير سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. مقرونة بتمنياته لأعمال لقائكم هذا بالتوفيق والنجاح. ويسعدني أن أجدد التهنئة الخالصة لفخامة الرئيس محمد المنصف المرزوقي.. بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية التونسية الشقيقة.. راجيا من الله العلي القدير أن يوفقه ويعينه على ما تحمله من مهام ومسؤوليات. كما أتمنى للشعب التونسي الشقيق.. كل تقدم وازدهار في ظل التحولات والتغيرات التي يمر بها.. مؤكدا على وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب أشقائهم في تونس في كل أمر يعود بالخير والنفع عليهم خاصة ما يتحقق به أمنهم وسلامتهم ورفاهيتهم ولما يتطلعون إليه من مستقبل مشرق بإذن الله تعالى. أيها الإخوة: ينعقد هذا الاجتماع في ظل ظروف بالغة الدقة تعيشها دول منطقتنا مما يتطلب معه أن نبذل قصارى جهدنا لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك الذي يلبي طموحات شعوبنا ويوفر لهم ما ينشدونه من أمن واستقرار ورفاهية ويحقق لهم العزة والكرامة.. إذ أن الاستقرار والمحافظة على أمن الوطن والمواطن واحترام النظام هو بوابة العبور للتطور والتنمية المستدامة فلا تنمية بلا أمن واستقرار ولا أمن بلا عدل ومساواة. أيها الإخوة: لا بد من الإشارة هنا إلى أننا نفتقد حضور زميلنا وزير الداخلية في الجمهورية العربية السورية الشقيقة وذلك لما هو حادث الآن في سوريا من أعمال عنف وسفك للدماء لا يقبله دين ولا ضمير ويؤلمنا ذلك جدا.. وندعو الله سبحانه وتعالى أن يمن على سوريا الشقيقة بالأمن والاستقرار والرفاهية في ظل نظام وطني متفق عليه.. كما لا يخفى عليكم بأن المملكة العربية السعودية قد طالبت بنداء من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ بداية الأحداث في سوريا بإيقاف سفك الدماء وقتل الأبرياء والعمل على إحلال الود والإخاء بدل العنف والشقاق لتكون سوريا الوطن العربي الأبي كما عهدناها حكومة وشعبا في مقدمة الركب العربي لمسيرة الرخاء والتقدم والرقي. أيها الأخوة: يشتمل جدول أعمال اجتماعنا على الكثير من الموضوعات الهامة التي تلامس قضايا أمنية معاصرة كان للمجلس دور كبير في إدراك مخاطرها فوضع لذلك الخطط والإستراتيجيات والبرامج بما يخدم أمننا العربي المشترك. وبهذه المناسبة.. نقدر ونعتز بما تحقق لمجلسكم الموقر من إنجازات مشرفة كان له السبق لتحقيقها قبل غيره من الهيئات والمنظمات الدولية المماثلة.. ومن تلك الإنجازات مثلا لا حصرا.. الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب.. التي سبقت أي جهد دولي في مواجهة ظاهرة الإرهاب والتحذير من مخاطرها.. والتي لا تقتصر على دولة دون أخرى ولا مجتمع دون آخر.. ونحمد الله على ما حققه المجلس من إنجازات على الرغم من كل المتغيرات والظروف الطارئة التي مر بها وطننا العربي.. إذ تمكن بعون الله وتوفيقه من الصمود ومواجهة كافة الصعوبات والتحديات. ولا يفوتني أيها الإخوة أن انوه بمستوى التعاون والتنسيق القائم بين مجلسنا والمجالس الوزارية العربية الأخرى.. وذلك ضمن منظومة مؤسسات العمل العربي المشترك والذي كان له الأثر الطيب في تحقيق العديد من الإنجازات والأعمال المشتركة التي لمس المواطن في دولنا أثرها الايجابي. وختاما أيها الإخوة: أكرر شكري لفخامة الرئيس محمد المنصف المرزوقي على حضوره وافتتاح اجتماعات الدورة التاسعة والعشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب.. والشكر موصول لمعالي وزير الداخلية التونسي علي لعريض والعاملين معه في وزارة الداخلية التونسية على حسن الإعداد والتنظيم لهذا اللقاء الأخوي.. سائلا الله العلي القدير أن يوفقكم في اجتماعكم هذا وأن يكلل جهودكم بالتوفيق والسداد وأن تكون النتائج على مستوى تطلعات وطموحات قادتنا وشعوبنا.. إنه سميع مجيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.