يبدو أن سكان مكةالمكرمة قد اعتادوا على ان تكون التحويلات والحفريات الموجودة في الشوارع العامة والداخلية وداخل المخططات والاحياء السكنية على مدار العام ، وقد ألِفوا البحث عن الطرق البديلة حتى لو كانت بعيدة. فما أن تبرح شركة إلا وتأتي أخرى ، فبعد أن تنهي الشركة أعمالها وتبدأ في لملمة أغراضها ورفع معداتها ويتنفس السكان الصعداء ويستبشرون خيراً بعودة الحياة الى الشارع ، حتى يفاجأون بشركة اخرى تبدأ في إنزال معداتها وآلياتها تمهيداً للبدء في العمل ، وهكذا دواليك ، شركة تلو أخرى حتى أضحى الشارع وكأنه حقل للتجارب ، والمشروع الذي يمكن ان يتم انجازه في شهر قد يستغرق ستة شهور دون النظر الى احتياجات السكان وسالكي الطرق وما قد يسببه ذلك من تعطيل لمصالحهم. ان جميع هذه الشركات والمؤسسات لم تتقاعس في اداء اعمالها وواجباتها إلا لضعف الرقابة والمتابعة ، وعدم وجود العقوبات اللازمة والرادعة ، فلو كان هناك رقابة صارمة ومتابعة حقة من قبل الجهات المشرفة لما حدث كل ذلك. فكل هذه المشاريع سواء كانت كهرباء أو ماء أو صرف صحي أو هاتف او سفلتة أو غير ذلك هي خدمات اساسية وضرورية للسكان ، ولكن انعدام التنسيق والتنظيم في ايصال هذه الخدمات والفوضى التي تصاحب أعمال الشركات ، جعلت المواطن يتمنى أن لا يتم تمديدها. فعلى سبيل المثال شارع الشيخ محمد بن جبير الذي يمر بمخططي الخالدية والشوقية ، يعاني الامرين من كثرة أعمال الشركات ، فمنذ بداية عام 1431ه تقريبا وحتى الآن وهو يخضع لأعمال الشركات ، فما أن تتركه شركة حتى تستلمه أخرى ، مع العلم بأنه المنفذ الوحيد لأكثر من ستة مخططات مكتظة بالسكان مثل الشوقية والمحمدية والشافعي وبن عمران والخضري والسبهاني وأم الكتاد ، فقد أصبح ذلك المنفذ أشبه بعنق الزجاجة ، وأضحى مشكلة تؤرق سكان تلك المخططات خاصة في أوقات الذروة ، مع العلم بأن هناك بدائل يمكن ان تقوم ادارة المرور بإيجادها ، وهناك طرق اخرى يمكن ان تكون مساندة لهذا الطريق ، مثل طرق مشروع الاسكان المغلق ، المجاور لمخطط الخالدية ، فهي طرق واسعة ومهيأة ويمكن استغلالها في تخفيف العبء عن الطرق التي انهكتها الحفريات ، فلا نعرف سبب إصرار ادارة المرور والجهات المعنية على إبقاء تلك الشوارع مغلقة وعدم استخدامها حتى الآن ، مع أن الحاجة أصبحت ملحة لإستخدامها.