إن مسيرة شبابنا الآن في الحياة تظل محكومة بما تفرضه معطيات الواقع المحيط بالشباب مما يؤثر على جوانب المشاركة الشبابية ضمن مسمى الانجازات الحياتية لوجود مؤثرات فاعلة تمارس ضد الشباب مثل البطالة وعدم إتاحة فرص العمل والدراسة وتوفير مطالب الحياة في ظل تكافل اجتماعي محدد يكفل مستقبل الشباب والحياة الكريمة لهم ضمن النسيج الاجتماعي بكامله مع أن الشباب هم أكثر شرائح المجتمع حاجة إلى الرعاية والاهتمام من قبل جميع الأجهزة المسؤولة لكونهم عماد ومستقبل الأمة وخيرهم من خير الوطن وشرهم لا قدر الله سببه ومرده إلى وجود خلل عجزي في عناصر الأداء لهم من خدمات صحية وتعليمية واجتماعية وتوعية وغير ذلك وعندما نعمل على تشخيص واقع شبابنا نجد أنه عرض لسيادة التجهيل والتهميش الثقافي ومحاولة طمس الهوية والشخصية من خلال استمرار قبضة الاستهلاك المسيطر على الذهنية العامة وبحكم غزو وسطوة الاعلانات التجارية التي تحاول جذب الشباب بالإغراء المنوع واستغلال هؤلاء الشباب بعدة أساليب منها المسابقات المغرية التي تغلف بالفوز فمثلاً نجد أن على الشباب والشابات الاتصال عن طريق الرقم 700 ليخسر المتصل مبلغاً كبيراً بعد الاتصال الواحد لا يقل عن 50 ريالاً في المرة الواحدة وقس على ذلك كثيراً عند الاتصال بمحطات اذاعة FM لطلب أغنية أو لمشاركة مع فنان أو مسابقة وللأسف كل هذا موجه فقط إلى الشباب السعودي وحده. وهذا يكرس من أجل اضعاف المبادئ الاخلاقية والدينية وسلب الرجولة والمروءة والتهميش لدور الشباب في المشاركة الفاعلة في بناء المجتمع مع ضياع الهوية الثقافية والخصوصية القومية من خلال هيمنة القبضة الاستهلاكية المسيطرة في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة. وهذا أدى في مجمله إلى اختلال التوازن في بنية المجتمع حيث يتوفر في الساحة أغانٍ هابطة ومفاهيم ضعيفة ومنهج دراسي يعتمد على التلقين وحده. وكل المنابر التي توجه إلى الشباب تسعى إلى المادة وتهمل القيم الإنسانية فكيف لهؤلاء الشباب النجاة من سطوة المتغيرات الوافدة ونحن لا نفعل شيئاً مقابل ما يواجه المخاطر والحلول المجدية للشباب لاتزال مؤجلة التنفيذ مع استمرار وزيادة عوامل الطمس لمسيرة الشباب والتحول المشين في زيادة فلا صيانة تذكر ولا تنوير موجود مع تفريغ طاقات الشباب وعقولهم من عناصر الانتاج والابداع لذلك يحق لنا هنا طرح السؤال الكبير أين يتجه قطار شبابنا الآن وماذا عملنا من أجلهم بكل شفافية ومصداقية في ظل تراجع جودة البرامج المقدمة للشباب على مستوى يأخذ بالاتقان ويلبي الطموح الوطني وهذا ما ينبغي العمل به من أجل التنمية الوطنية للحاضر والمستقبل ولحماية الشباب من الضياع والتيه خاصة وأن الأمة تعيش الآن في حالة فقدان التوازن من خلال تنوع مصادر المعلومة وأصبح العصر الحالي يتطلب المزيد من الاستعداد لمواجهة أخطاره والمهم هو وضع البرامج والخطط الوطنية من أجل معالجة مشاكل شبابنا الموجودة والتي لا تخفى على أحد وقد حان وقت العمل لمباشرة تفعيل الخطط التي ترتقي بالشباب من أجل أمن وسلامة الأمة لأن تحصين الشباب بالاهتمام والرعاية وتوفير مطالبه مع وجود القدوة الصالحة توفر لنا المناخ المناسب والطيب لحماية مكاسب الوطن من المخاطر كما أن الدفاع عن الهوية والوجود ينبغي توفيره ضمن سياق المحافظة الكاملة على المكونات الوطنية والشباب يمثل أهم محاور الاهتمام في هيكل التطوير الوطني المباشر بهدف الحماية والصيانة والتفعيل لدور المواطن في المشاركة. حمى الله الوطن والمواطن من الشر والاشرار والعوز والفقر إنه سميع مجيب.